عيدان.. الفطر المبارك والأضحى المبارك، لا يكاد يمر أحدهما بدون تذكر قصيدة المتنبي والتي قيلت ليلة عيد الأضحى في كافور الاخشيدي، صحيح أن مناسبة تلك القصيدة خاصة بالشاعر ولكن سياقها ما يزال حياً ومات المتنبي ومات كافور لكن القصيدة ما زالت حية بالرغم من مرور أكثر من ألف عام، ويمكن لكل قارئ أن يتذكر القصيدة إذا جاء العيد بموقف أو أزمة غير متوقعة وبالتالي يمكن له الاستشهاد بالقصيدة وخاصة عندما قال المتنبي:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
والجميل في هذا البيت أنه يمكن الاستشهاد به في أي عيد وبالتالي ما زالت هذه القصيدة لها مناسبتها وخاصة عندما خاطب المتنبي العيد بقوله بأي حال عدت أيها العيد هل عدت بما مضى من حال أم عدت وفيك تجديد لأمر جديد، وكان الشاعر ينكر عودة العيد بوقت صعب يمر به، ولكن بالتأكيد أن عودة العيد ليست مرتبطة بالأزمنة الصعبة لأن العيد مرتبط بالأشهر القمرية وليس له علاقة بالأحداث سواء كانت إيجابية أو سلبية، ولكن لا مانع لصاحب الإحساس ويتأثر بحدث ما يمكن أن يسأل العيد ويخاطبه مباشرة، ومع هذه الجائحة الكورونية يمكن له أن يجسد كائناً محسوساً ويخاطبه بسؤال مباشر ويقول له كيف تعود في هذا الوقت الصعب؟ حيث تم تقييد الحركة في كل أنحاء الكرة الأرضية وذلك بسبب فيروس كوفيد 19، والذي. لا يرى بالعين المجردة. ألا ترى أيها العيد أن المصافحة صعبة مقيدة وليست مطلقة، ألا ترى أن الشوارع خلت من الأطفال ومن المارة والسيارات، ألا ترى حركة التنقل بكل أنواعها لم تكن كما كانت، وحتى أبواب المساجد اأغلقت وصلوات العيد الغيت، ألا ترى أيها العيد إن العيد في «جائحة كورونا» مختلف تماماً عن عيد المتنبي في سجنه ولكن مع هذا التباعد الجسدي هناك تقارب معنوي إلكتروني.
يمكن نقل التهاني والتبريكات بمناسبة هذا العيد الفريد الذي له سمات مختلفة عن كل عيد سابق، وحتى عبارات التهنئة لم تكن مثل الأعياد السابقة بل اقترنت هذه التهنئات بدعوات صادقة أن يرفع الله عز وجل هذه الغمة وهذه الجائحة في أقرب وقت بحول الله تعالى، لكن داخل الأسرة الواحدة فإن الأب والأم لهم دور مشترك في إرشاد الأبناء خلال هذا العيد وإكسابهم المعلومات الصحيحة التي تساعدهم في النماء الفكري وإيجاد فعاليات مختصرة داخل المنزل تنشر الابتسامة والفرحة خاصة بين الأطفال. فالجميع يجب أن يرتدي ملابس العيد تماماً مثل الأعياد السابقة، ومع الاعتذار للمتنبي يمكن تعديل كلمة واحدة
في بيت الشعر ليكون:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ «كوفيد»