مع اشتداد وتيرة مرض كورونا وانتشاره وأثره الكبير على صحة الإنسان، الذي يصنفه الأطباء المتخصصون في مجال علم الفيروسات على أنه سلالة من ضمن سلالات متعددة من الإنفلونزا، والتي يؤكد العديد منهم أنها ستبقى حادثة سنوية في إيقاع الحياة البشرية في المستقبل المنظور, ومن هؤلاء الأطباء الطبيب ريتشارد غوندرمان الذي يعمل أستاذاً في كلية الطب في جامعة إنديانا الذي نشر بعض الحقائق في عام 2018م عن وباء الإنفلونزا صحح فيها خرافات ومعلومات مغلوطة عن هذا الوباء، ومنها ما يسمى (الإنفلونزا الإسبانية) التي يقول إن هذه التسمية كانت بسبب الحرب العالمية الأولى التي حصلت وقت انتشار الوباء، فكانت الدول المشاركة في تلك الحرب حريصة على تفادي تشجيع أعدائها، لذلك قامت بحجب التقارير عن فداحة الوباء في ألمانيا والنمسا وفرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة، إلا أن إسبانيا التي كانت محايدة لم تكن في حاجة إلى إخفاء الحقائق عن الإنفلونزا، وهذا ولَّد انطباعاً خاطئاً بأن إسبانيا هي مصدر الوباء التي تحملت أثره، والحقيقة تبقى أن المنشأ الجغرافي للإنفلونزا محط جدال إلى يومنا هذا، وكان هناك افتراضات أنه في شرق آسيا وأوروبا أو ولاية كانساس الأمريكية.
ويستعرض المعلومات ويقول إن الوباء الذي انتشر في عام 1918 قتل وبسرعة 25 مليون إنسان في بداية الأشهر الستة من نفس السنة أدى هذا إلى الخوف من انقراض الجنس البشري مع شائعات زادت الأمر سوءًا، وهو أن تلك السلالة من الإنفلونزا قاتلة، ولكن بحسب الدراسات الأخيرة ثبت وإن كان الفيروس أكثر فتكاً من غيره من السلالات إلا أنه لا يختلف عن سلالات سببت أوبئة في سنوات لاحقة، ويعزى عدد الوفيات المفزع إلى التزاحم في المخيمات العسكرية وقلة التغذية وعدم النظافة التي حصلت أثناء سنوات الحرب، ويضيف كذلك أنه كانت هناك ثلاث موجات في نس بة الوفيات توزعت بين عام 1918 وعام 1919 شهدت صعوداً وهبوطاً في نسبة الوفيات، وكانت أشد فتكاً في بعض حالاتها، والسبب يعود كما يعتقد العلماء إلى أن الذين عانوا من حالات متوسطة بقوا في منازلهم، أما الذين أصيبوا بحالة متقدمة حشروا معاً في المصحات والمخيمات، مما زاد من انتشار الفيروس المميت، هذا جزء مما ذكره الطبيب ريتشارد الذي خلص في النهاية إلى تعلم الدروس في العناية بضرورة غسل اليدين، والتحصين باللقاح والعقاقير المضادة للفيروس، وتحسين التغذية والبيئة، وكذلك العزل في التعامل مع أعداد كبيرة التي تمكن المرضى من مقاومة العدوى بشكل أفضل.