لا عجب أن وطننا نبع العطاء والسخاء، من رأسه حتى أخمص قدميه. والحمد والشكر كلهما لله. وما منبع ذلك ودافعه إلا الفطرة التي وُلدنا عليها؛ فالحمد لله على نعمة الإسلام. ثم إن المتأمل في كلمة «خادم» في اللقب الذي اصطفاه الملك فهد -رحمه الله- لنفسه ولخلفه من بعده يُنطق على كل لسان، ويُكتب في كل مكان «خادم الحرمين الشريفين»، بدلاً من «صاحب الجلالة»، ليبطل عجبه من التواضع المشاهَد في كل من حكم البلاد، وفي شعبهم حتى. فعروق المبادئ والقيم الإسلامية الغراء السمحة التي تسري في دماء الحاكم تسري في دماء شعبه ونفوسهم؛ فينحلون منها كل خلق كريم ولين جانب! ثم الحمد لله أولاً وآخرًا وظاهرًا وباطنًا؛ فما كان التواضع في شيء إلا زانه، وما انتزع من شيء إلا شانه؛ فالحمد لله أن كنا أبناء بلد، يرفل بالتواضع والكرم، من هامته إلى درك أوديته!
اللهم اجز ولاة أمورنا عنا خير الجزاء، اللهم اكلأهم برعايتك وحفظك من كل سوء ومكروه، اللهم حقق بهم دينك، وأظهر بهم شريعتك، اللهم هيئ لهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه، اللهم اخلف لهم خيرًا وأجرًا عظيمًا كثيرًا على ما بذلوه من مال لصون البلاد والعباد، اللهم وكلل جهودهم بانبلاج فجر فرج قريب عاجل غير آجل، يقشع غمام هذه الغمة عن الأمة، إنك ولي ذلك والقادر عليه.