القرارات الأخيرة التي صدرت وصرَّح بها معالي وزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلَّف محمد الجدعان.
«بأن المملكة ستتخذ إجراءات صارمة للتعامل مع الأزمة الحالية، وإنه يجب أن نخفض مصروفات الميزانية بشدة».
وأن الحكومة تقوم باتخاذ إجراءات للحد من النفقات مع الانخفاض في الإيرادات، وأن الانخفاض متوقع أن يستمر حتى العام المالي القادم، وكما قال معاليه وشدّد على ضرورة اتباع إستراتيجية «شد الحزام».
حتى نخرج من هذه الأزمة أقوياء، أضاف معالي الوزير «الحكومة تنظر في قائمة المصروفات بتوفير النفقات الأقل ضررًا على المواطنين».
وكشفت المصادر أن تخفيض ميزانيات مبادرة برامج تحقيق رؤية المملكة 2030م ومشاريعها الكبرى, قدِّرت بنحو30 مليار ريال سعودي، ضمن خطة تخفيض شملتها العديد من النفقات التشغيلية والرأسمالية بنحو 100 مليار ريال سعودي، لتخفيف التداعيات التي خلقتها أزمة جائحة كورونا، ومنها أيضًا إيقاف بدل غلاء المعيشة من يونيو 2020م ورفع ضريبة القيمة المضافة من 5 % إلى 15 % من مطلع شهر يوليو.
وبكل هذا انتهجت دولتنا الغالية أن تضع المواطن في الصورة وهو أمر غير خاف على أحد منا وما نمر به من أزمة وتداعيات جائحة كورونا العالمية، ومن تراجع في أسعار النفط، لذا لا بد من الوقوف يدًا بيد مع الدولة لأن هذه الإصلاحات التي تقوم بها الدولة تصب في المرحلة الأولى لصالح الوطن والمواطن، فهذه القرارات الصعبة ستعيدنا لمرحلة نمو اقتصادي أكبر بدلاً من الدخول لمرحلة كساد - لا سمح الله.
وعلى الرغم من التداعيات إلا أن حكومتنا الرشيدة يظل هاجسها الأول, الأمن المعيشي للمواطن والصحة على رأسها، هما من أولويات القيادة للتنمية وتحقيق تطلعات المواطن، وفي هذه الأزمة الحالية يتصدر مفهوم المواطنة الحقيقة بأن نلتزم بالإجراءات الحكومية الاحترازية وأن ننصاع لها, لأن فيها مصلحتنا وصحتنا وتطلعات حكومتنا الرشيدة، «وإحنا قدها»، بعون الله.
ولا يخفى على الجميع ما بذلته حكومتنا بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- لتذليل كل الصعاب والعقبات جراء هذه الجائحة، لعودة مواطنيها من الخارج، حيث عملت وسهرت كل سفارات وقنصليات حكومتنا الغالية، المنتشرة في دول العالم أجمع، لطمأنة مواطنيها ومرافقيهم العالقين بالخارج وتسهيل كل الإجراءات لعودتهم بسلامة الله لأرض الوطن، وقد عاد منهم الكثير, وبالأمس القريب قدمت للرياض، ثلاث رحلات من موسكو وميونخ وإسلام آباد للوطن، ويتوالى تسيير الرحلات لبقية المواطنين لعودتهم وهم سالمين - إن شاء الله.
فلك يا موطني في الأعناق ولاء وحب وتضحية بالدم والمال، فقد بذلت الغالي والنفيس لإسعادنا ووجب علينا الانتماء والوقوف بكل ما نملك «سمعًا وطاعة» لهذا الكيان الذي كلَّف الأجيال السابقة كثيرًا، حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الآن من رقي وازدهار -ولله الحمد.
** **
drebakhsh@hotmail.com