إيمان حمود الشمري
من المؤسف أن يصبح تويتر عبارة عن ساحات للتخوين والتشهير على بعضنا البعض، نتصيّد أخطاء الآخرين ويأتي آخرون لتصيّد أخطائنا، وتستمر سلسلة الفتنة التي تزيد من تفككنا في وقت نحن فيه بأشد الحاجة للتكاتف، ونخشى لو استمر الحال بنا على هذا المنوال أن نصبح لقمة سهلة، وموضع سخرية وشماتة لأعدائنا فينا. نبش ماضي البعض للوصول إلى ثغرة وتتبع العثرات ليس من شيم أبناء هذا البلد، هذه الظاهرة أبعادها خطيرة وتسعى لتفكيكنا، فما أتعسنا بعد أن أصبحنا جواسيس على بعضنا، إنها فتنة تحقننا ضد بعضنا وتضعفنا أمام ندّنا، فالأمر في انفلات واضح بمفهوم الحمية وحرية الرأي، وليس كل من يملك منصة ومتابعين يعطيه الحق ذلك بالتصنيف وإلقاء الأحكام على الآخرين وصناعة مقاطع فيديو للتشهير وتشويه السمعة، أصبحنا أعداء بعضنا ونحن نحمل نفس الهوية! هذا الغل يجب أن يُجنَّد على أعدائنا {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ} (سورة يوسف: 14) نحتاج لإعادة مفهوم العصبة في الأذهان!
الأمر في خطر، وهناك جهات معنية هي التي يجب أن تُرفع لها الشكوى في حال الاشتباه والتشكيك بشخص كي تتولى زمام الأمور بدلاً من هذا الانفلات اللا أخلاقي الذي يدمّر تكاتفنا.
ما كل ما يُعلم يُقال على الملأ، هناك جهات مسؤولة للتعامل مع الوضع ولا علاقة لمنصات التواصل بتبَنّي هذا الدور بهذه الهمجية والعشوائية اللا مسؤولة، فالتشهير يجب أن يكون آخر خطوة بعد إثبات التهم والتحقق بالأدلة ومن ثمة الإدانة والتشهير عن طرق جهات رسمية لا منصات تواصل، ولكن ما يحدث على ساحات التواصل من الفوضى لخلق موجة من الإثارة والشغف بالمتابعة أزمة تستحق المحاصرة والتدخل الفوري لإيقافها.