فهد بن جليد
هما (يومان) حاسمان نعيش (ساعتهما الأخيرة) التي تسبق عيد الفطر السعيد بحالته الاستثنائية هذا العام وسط أجواء وتداعيات (كورونا) والحجر المنزلي، بداية الأمر تسابق الخبراء في البحث عن أفضل الطُّرق التربوية والنفسية والألعاب المُسلية لإلغاء وحشة العيد في نفوس الأطفال، وكسر صمت المنازل الذي يُهدِّد باغتيال فرحة العيد، ولكن سرعان ما اكتشفنا أنَّ النصائح المُقدَّمة للكبار -تفوق نصائح الصغار- مع تزايد الشعور السلبي الذي بدأ يتسلَّل للنفوس حتى وأيام العيد لم تدخل بعد، ولاسيما أنَّ (بهجة العيد) التي يعيشها الصغار بملابسهم وألعابهم وفرحتهم كانت تنعكس سابقاً على نفسية الكبار والعوائل جميعاً كمحرِّك حقيقي ومقياس لمدى الفرحة التي ترى أنَّ العيد عيد الصغار، أمَّا في هذا العيد الاستثنائي فالظاهر أنَّ مدى قدرة الكبار على التكيّف مع الظرف الذي نعيشه وتجاوز آثاره بالشعور بفرحة العيد وبهجته، هو المُحدِّد هذه المرَّة على الصغار والكبار معاً.
هذا الواقع المؤقت والمُرَّ يجب ألاَّ يحرمنا فرحة العيد، نتيجة فرض التباعد الاجتماعي الذي لم نعهده من قبل في مثل هذه الأيام السعيدة (بمنع الخروج - والزيارات العائلية- وإغلاق الحدائق والمدن الترفيهية والمطاعم..) والحرمان من كل أشكال المتعة والفرحة الجماعية التي اعتدنا عليها؟ ثمَّة فرصة واختبار حقيقي حول مدى قدرتنا على تجاوز كل ذلك والشعور بفرحة العيد، والتواصل مع الآخرين بالوسائل والوسائط الاجتماعية لكسر جمود وصمت الأيام الماضية التي عشناها، وخصوصاً أنَّ هناك من عاشوا مُدَّة عزل وانقطاعاً حقيقياً مع العالم الخارجي حتى عبر وسائل ووسائط التواصل، فهذه فرصة للاطمئنان على الجميع وتهنئتهم بالعيد.
مهمة الآباء تبقى استثنائية قبل دخول أيام عيد الفطر في تهيئة الأجواء الأسرية وتلبية كل الاحتياجات المنزلية اللازمة من المأكولات والمُفرحات والملابس ليبقى الشعور بفرحة العيد موجوداً في نفوس الصغار أولاً، مع ضرورة الاتفاق على برنامج ترفيهي ومُسلٍّ مُحدَّد لقضاء هذه الأيام السعيدة بالبهجة اللازمة، والتشارك في فقرة التواصل العائلي عبر منصات التواصل الاجتماعي، مع التذكير دوماً أنَّ هذه الحالة عامة، فلا يوجد أطفال في الخارج يلعبون ولا برامج ترفيهية أو اجتماعات عائلية..، ما يُهدِّد نجاح أي برنامج عائلي من هذا النوع وقد يغتال فرحته البسيطة، هو (صورة طائشة أو مقطع ضال) يظهر فيه نفر من (غير المُبالين)، وهم يجتمعون غير مُكترثين بالتحذيرات وغير مُلتزمين بالتعليمات، ممَّا يرسم أكثر من علامة تعجب واستفهام حول ضرورة تهيئة (الصغار أم الكبار أولاً) للعيد في المنزل؟
وعلى دروب الخير نلتقي.