سلمان بن محمد العُمري
في الوقت الذي يحذر فيه الأطباء من ديمومة استخدام الجوال وتأثيره على صحة الإنسان وماتشهده بعض العيادات من تنامي مشاكل فقرات الرقبة، ومشاكل العيون بسبب الإدمان على الهاتف المحمول، وما تكشفه الدراسات العلمية من خطورة استخدام بعض الأجهزة الإلكترونية، والجوال تحديداً لدى الأطفال، نلحظ وبشكل ملف للنظر تهافت الأطفال على استخدامه بتشجيع من العاملة المنزلية، وبمباركة من أسرهم وبالذات "الأمهات" بإعطائهم الجوال لمشاهدة البرامج الإلكرتونية وغيرها لإشغالهم، وبالذات عندما يريدون أن يأكل الطفل وجبته الغذائية، أو تريد "الأم" أن تشغله عنها لتتفرغ لواجباتها المنزلية أو محادثاتها الهاتفية!!
الباحثون وذوو الاختصاص ومن خلال دراساتهم العلمية التي تكشف لنا في كل وقت ومكان مجموعة من المخاطر عند استخدام الأطفال للجوال وهي مشكلة لاترتبط ببلد أو مجتمع، فقد حذرت دراسة ألمانية حديثة من استخدام الأطفال للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، إذ قد تسبب ضرراً كبيراً على سلوكيات الطفل، وأوضحت الدراسة التي أجريت في جامعة لايبزغ الألمانية أن تلك الأجهزة تؤدي إلى حدوث فرط نشاط وشعور باللامبالاة لدى الأطفال ممن تتراوح أعمارهم ما بين الثانية والسادسة عاما، وقالت الدراسة التي نشرت في دورية "International Journal of Environmental Research and Public Health"
إن استخدام الهواتف المحمولة ارتفع بشكل كبير بين عامي 2011 وحتى 2016 ، وهو الأمر الذي ارتبط بمزيد من مشكلات السلوك وفرط النشاط وعدم الانتباه والمتابعة، ومن ناحية أخرى، أكد الباحثون أن الإفراط في استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة، يؤدي إلى حدوث اضطرابات في العلاقات الأسرية.
في حين كشفت دراسة جديدة بأنه كلما زاد عدد الساعات التى يقضيها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين في استخدام شاشات المحمول مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والألعاب الإلكترونية، زاد احتمال تعرضهم للتأخر في الكلام.
وقالت الدكتورة "كاثرين بيركن"، مؤلفة الدراسة وطبيبة الأطفال والعالمة في مستشفى الأطفال في تورونتو، الكندية، إن هذه أول دراسة تظهر أن الأجهزة الإلكترونية ترتبط بتأخر الكلام عند الأطفال، وفي الدراسة، التي شملت حوالي 900 طفل، أبلغ الآباء عن الوقت الذي يقضيه أطفالهم باستخدام الشاشات، ووجد الباحثون أن الوقت المثالي لاستخدام الأجهزة الإلكترونية هو ساعة واحدة فقط.
وأوضح الباحثون أن كل زيادة 30 دقيقة في الوقت الذي يقضيه الأطفال في استخدام الموبايل ارتبطت بزيادة 49% في خطر ما يسميه الباحثون بتأخير الكلام التعبيري، مؤكدين على ضرورة منع الأطفال الأقل من 18 شهرا من استخدام الأجهزة الإلكترونية بخلاف الدردشة المرئية مع العائلة، لأنها يمكن أن تسبب تشتيت للطفل الصغير ويمكن أن يسبب قطع فى العلاقة بينهما وبين والديهم.
إن تلك التصرفات والسلوكيات أضحت تمثل ظاهرة أمام تزايدها وتفشيها في المجتمع، والأمر يطالنا جميعاً، ولايمكن أن نبرئ أنفسنا أمام الله فكلنا راع، وكل راع مسؤول عن رعيته، وحتما الأسر غافلة أو مشجعة بوعي أوبدون وعي، والنتيجة سيخبرنا عنها المستقبل.