خالد بن عبدالكريم الجاسر
«أنا واحد من عشرين مليون نسمة، أنا لا شيء بدونهم، أنا أقل مثال فيهم، هم الذين يحفزوني ويدفعونني» كلمات من قبس حياتنا السعودية، خرجت من أعماق ولي العهد -أطال الله في عمره- بعدما أرسى دعائم التطور والتحول والحزم والشفافية ومحاربة الفساد ومواكبة المستجدات، وعزز من دور ومكانة المملكة على كافة الأصعدة محليًّا وعالميًّا، لتستحق بجدارة قيادة مجموعة G20، ملتفاً حوله العالم ودونهُ فراغ، حتى شهد له الأعداء بحماس الشباب وحنكة الشيوخ، التي تعلمها في مدرسة أبيه -حفظه الله- سليل الملوك، لتمر بنا ذكرى عزيزة، وفق الله فيها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- إلى ذلك القرار التاريخي باختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، ليكون طالع خير على المملكة والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع.
ولا شك أن ذلك من توفيق الله -عز وجل- وحفظه لهذه البلاد المباركة، وهو امتداد لحفظ دينه، ولهذه البقاع المقدسة. مُسجلةً بمداد من ذهب، وبأحرف التاريخ مُسطرة تحولات عُظمى، ومُنجزات لا تُقاس بمعيار الزمن، وإنما يصنعها القادة العظام؛ وسط لحمة وطنية وولاء شعب لا يتوانى لحظة في إظهار انتمائه وحبه لوطنه وقيادته الرشيدة، ورؤيتها الثاقبة الشابة، وحنكتها السياسية القوية، التي اختصرت علينا أزماناً كُنا نعُدها، لا تأتي بتحقيق الإنجازات العظيمة خلال فترة وجيزة على كافة المستويات وفي كل مجالات الحياة المختلفة، لتصبح في قلب السياسة الدولية والتأثير العالمي. لتصدُق كلمات الشاعر محمد عابس:
ولايةُ العهدِ آلتْ للذي انتظرتْ
قلوبُنا، عهدُهُ التغييرُ، أزمانا
محمدٌ يحملُ الأحلامَ صادقةً
عزيمةٌ، همةٌ، في الحربِ نيرانا
سلاحُهُ رؤيةٌ للسلمِ واضحةٌ
تنوّعت في ربوعِ الأهلِ ألوانا
لم تكن مقولة ولي العهد السعودي «طموحنا أن نبني وطنا أكثر ازدهارًا، يجد فيه كل سعودي ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً، لن نقبل إلا أن نجعله في مُقدمة دول العالم»، مجرد أحاديث حالمة، بل أرقام تسلسلت نجاحاتها منذ اليوم الأول لتوليه مهمته بالتخطيط والتنفيذ بشفافية وجدية سرعت عجلة التنمية المستدامة التي وضعت نُصب أعينها السعوديين وضيوفهم على أراضيهم باقتدار، وخطة استراتيجية، تُعتبر نواة تكوين دولة مُتقدمة ومُتطورة انعكست إيجابًا على مكانة وسمعة المملكة، وأسهمت في خلق فرص ُمتنوعة، وإنشاء تحالفات عالمية واقتصادية أثمرت إيجابيا في توازن المملكة، ورفع ريادتها، وفق النظرة الصائبة لولي العهد، تعود بالخير على الوطن، وهو ما رأيناه باهتمام متواصل من القيادة الرشيدة، بما يتم اعتماده سنويا من مشروعات تنموية للمنطقة، والنظرة الثاقبة في إدارة البلاد لمكافحة جائحة كورونا، بتكامل وشمولية وجهازية جميع الجهات الحكومية، لتخرج منتصرة، كما فعلت بيد الإرهاب وبترها، منذ أن وصفها الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع صحيفة «فورين أفيرز» الأمريكية: «تخوض المملكة حرباً على الإرهاب هي الأطول والأعنف منذ تأسيس الدولة السعودية».
حفظ الله المملكة من كل سوء ومكروه، وأدام عليها أمنها وإيمانها واستقرارها، وأن يحفظ ولي أمرنا وقائد نهضتنا خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، ورفع درجاتهما، ويسر أمرهما، واجعلهما ذُخراً للبلاد والعباد، وجزاهما خير الجزاء وأوفاه على ما يقدمانه من أعمال عظيمة وخدمات جليلة للإسلام والمسلمين.