الرياض - «الجزيرة»:
هذه الأيام، يتأهب المسلمون لاستقبال العيد ولسان حالهم: «بأي حال عدت يا عيد في زمن كورونا؟».
لن تعلو التكبيرات ولن يجتمع الناس في الساحات، فالصلاة في البيوت ووضع الكمامات والتباعد الاجتماعي وغياب الزيارات بين العائلات، هي سمة هذا العيد الذي يتوقع أن يكون غدا السبت او بعد غد في ظروف استثنائية فرضتها جائحة كورونا التي خلفت حتى يوم أمس أكثر من 320 ألف وفاة حول العالم.
واستعدت المملكة العربية السعودية بحزمة من الإجراءات والتدابير الاحترازية وسط انتشار فيروس كورونا (كوفيد19-) لاستقبال عيد الفطر المبارك، التي اتسمت بالتشديد لما يصاحب العيد من تجمعات عائلية وخروج إلى المنتزهات العامة. ورغم اتجاه عدد من الدول لإعادة الفتح التدريجي للاقتصاد والأنشطة، فإن معظم الدول العربية شددت إجراءاتها خلال فترة أيام عيد الفطر، لمنع تفشي فيروس كورونا، وفي محاولة لتجنب حدوث انفجار في الأعداد التي لا تزال تحت السيطرة.
وكانت المملكة من أوائل الدول العربية التي أعلنت عن إجراءات مواجهة كورونا خلال أيام عيد الفطر، والتي تمثلت في منع التجول الكامل طوال اليوم في مدن ومناطق المملكة كافة، وذلك خلال الفترة من بداية يوم السبت الموافق 23 مايو 2020، حتى نهاية يوم الأربعاء الموافق 27 مايو 2020. وشملت الإجراءات التأكيد على ضرورة الاستمرار في الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي، ومن ذلك منع التجمعات لعدد خمسة أشخاص فأكثر.
وأهابت وزارة الداخلية جميع الأفراد والكيانات التقيد التام بالتعليمات المعتمدة المتصلة باشتراطات السلامة الصحية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، وقواعد التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات بجميع صورها وأشكالها وأماكن حدوثها.
وسجلت المملكة -حتى يوم أمس- 65,077 إصابة مؤكدة بفيروس ك ورونا، و351 حالة وفاة، و36,040 حالة شفاء. وكان سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، أوضح أن صلاتي العيد والتراويح يمكن أن يقاما في المنزل، حال استمرت أزمة كورونا والإجراءات الاحترازية الخاصة به خلال شهر رمضان والعيد.
وقال سماحته: «أما صلاة العيد إذا استمر الوضع القائم ولم تمكن إقامتها في المصليات والمساجد المخصصة لها فإنها تصلى في البيوت بدون خطبة بعدها، وسبق صدور فتوى من اللجنة الدائمة للفتوى جاء فيها: ومن فاتته صلاة العيد وأحب قضاءها استُحب له ذلك فيصليها على صفتها من دون خطبة بعدها».