«الجزيرة الثقافية» - محمد المرزوقي:
وصف الشاعر والناقد الدكتور نايف الرشدان، ما أحدثته وسائط التواصل الرقمية، بأنه أحدث تحولات كبيرة، ما تزال مشاهد تحولاتها متدفقة في مختلف مجالات الحياة، واصفاً واقع «الصالونات الثقافية»، في سياق هذه التحولات، التي ظهر ما يمكن وصفه بالصالونات الثقافية «الافتراضية»، وما يمكن أن يطرأ عليها في ظل البيئة الاتصالية قائلاً لـ(المجلة الثقافية): إن ما يمكن الاصطلاح عليه تبعاً لهذه التحولات الرقمية بالصالونات الثقافية الافتراضية، ففي ظني أنها ستكون صالونات المستقبل، وقد دعمها الكثير من المقومات، ومنها الجامعات وتواصلها الافتراضي مع المتعلمين والمتأدبين، ما جعل من هذا الحراك الافتراضي مواكباً لعجلة الحياة السريعة، فلنا أن نتساءل مثلاً: ماذا لو فكر أحدنا كم سيختصر من الوقت بحضور ندوة في صالون ثقافي والانتقال إليه، مقارنة بمشاهدتها افتراضياً والمشاركة أيضاً؟!.
وقال الرشدان: لذلك فإن التقنية أسهمت وما تزال تحدث أثراً كبيراً في هذه التحولات الثقافية خاصة، والرؤية للمملكة عامة، التي تقوم على الإنجاز، بقلة الوقت في مقابل كثرة العطاء، والإيجاز، بمعنى التميز بعمق وجودة، ما ينقل هذه الرؤية إلى مناشطنا الثقافية في عصر الرقمنة، ما سيفترض وجود صوالين افتراضية، تمهد للمزيد من الحراك الثقافي، بمختلف فنونه، ومن ثم الانفتاح على توظيف التطبيقات كافة في خدمة هذا النوع من الصالونات الرقمية، بجودة أعلى وبمشاركات ومشاهدات أكثر مقارنة بالواقع الذي تمر به الصالونات الثقافية خاصة.
وأضاف الرشدان قائلاً: عندما نستقرئ واقع الحياة، ونشاهد مدى تفاعل المثقفين في الواقع مع الفعاليات الثقافية، في ظل معطيات إيقاع الحياة السريع، فإن هذا ما سيجعلنا نستشرف أن المستقبل للصالونات الافتراضية، لكونها شكلاً مواكباً لهذه المرحلة، التي تحتاج إلى آليات ضبط ومنهجية عملية تقنياً وثقافياً، لتحقيق الأهداف المنشودة منها، التي تختصر الجهد وتتيح التفاعل من أي مكان، وأن تقوم بأكثر من عمل وأنت تسمع وتشاهد الفعالية عبر هذه الصالونات، وخاصة في ظل الحياة في المدن الكبيرة، بكل يسر وسهولة، وتفاعلية أيضاً.
وختم الرشدان حديثه مؤكداً على أهمية أن تكون وزارة الثقافة منظماً لهذه الصالونات، بما ينظم هذا الحراك الثقافي، قائلاً: أظن هذا ليس بغائب عن وزارة الثقافة ولا وزارة الإعلام، بما تحتاجه المنصات الافتراضية من تنظيم، ومنها ما سنشهده من صالونات افتراضية، بما يسهم في تطوير القاعات الافتراضية الثقافية، وينعكس بدوره على جودة منتجها، وجدة مضامينها، وعلينا أن ندرك بأن الغاية من هذا الشكل من الصالونات هي الفائدة التي ننشدها، فمهما كانت آليات التنفيذ فلا بد وأن تتطور وتنمو، إلا أن الأهم هو ما ستقدمه هذه الصالونات الافتراضية من قيم ثقافية، تسهم بدورها في الحركة الثقافية لمشهدنا الثقافي.