سهوب بغدادي
الجميع يبحث عن التغيير الإيجابي وخاصة فيما يتعلّق بتحسين حياة الآخرين، في هذا النطاق لفتني عنوان كتاب (من المجتمع للمجتمع دليل صنَّاع التغيير) للشابة الطموحة بسمة التويجري، التي استوحت تأليفه من مبادرتها الاجتماعية (رد الجميل)، كما حرصت على استضافة العديد من الشخصيات البارزة في مجال الريادة والنشاط الاجتماعي في قضايا مهمة ومتنوِّعة، حيث يقدِّم الكتاب خلاصة رحلتهم إلى التغيير الإيجابي ونصائحهم لتمكين كل قارئ من تحقيق الأثر المرجو من خلال تحويل الفكرة النظرية إلى مشروع ملموس وقائم على أرض الواقع خطوة بخطوة. في الوقت الذي يطرح الكتاب مفهوم الريادة الاجتماعية بشكل مبسَّط غير مسبوق بالتعاون مع مركز «إثمار»، حيث تعرف الريادة الاجتماعية بالفكرة المبتكرة والفريدة التي تعالج قضية تعنى بالمجتمع شريطة أن تكون قابلة للتحقيق على أرض الواقع وبشكل مستدام، وتشمل مجالات متنوِّعة كالصحة والفقر والتعليم والبيئة. إن مفهوم الريادة الاجتماعية أمر في غاية الأهمية؛ وذلك لتشجيع وتمكين الشباب والشابات والمبادرين ومختلف مؤسسات القطاعين العام والخاص على حد سواء. كما يسعنا أن نذكر في هذا الموطن أن الريادة المجتمعية قد تساهم بشكل فاعل خلال الأزمات على سبيل الأزمة الصحية العالمية الراهنة المتمثلة بانتشار فيروس كورونا المستجد؛ وذلك عبر إيجاد سبل وقاية أو مساعدة من تأثير الوباء في رقعة جغرافية محددة ولمجتمع ما. من هنا، أنوّه على الفارق بين الناشط والريادي المجتمعي، فالأول يؤمن بقضية ما ويهتم بها من خلال الدفاع عنها دون اتخاذ خطوات لمعالجة القضية بشكل مستدام، أما الريادي الاجتماعي فلديه نفس المعتقدات ولكن الفارق هنا يكمن في اتخاذه خطوات ملموسة ومستدامة لحل الإشكالية واجتثاثها من جذورها بقدر المستطاع عن طريق إطلاق مبادرات فعَّالة وحلول مبتكرة. فكل ريادي ناشط والعكس غير صحيح. من هذا المنطلق، شهدنا سيلاً من المبادرات خلال أزمة كورونا فبعضها لافت حقاً والبعض الآخر مجرد انجراف مع التيار كمبادرات المشاريع الصغيرة والمتوسطة المتأثرة بالتبعات الاقتصادية للفيروس. فكان من الأجدر أن يعملوا على إطلاق مبادرات واقعية ذات استمرارية ولا تضرهم على المدى البعيد من الناحيتين الاقتصادية والصورة العامة للعلامة أو (السمعة) في حال توقفت تلك المبادرة.
صنعُ الجميلِ وَفعلُ الخيرِ إِنْ أُثِرا
أبقى وَأَحمد أَعمال الفتى أَثَرا
بَلْ لستُ أَفهم معنى للحياة سوى
عن الضعيفِ وإنقاذ الذي عثرا
والناسُ ما لم يواسوا بعضَهمْ فهمُ
كالسائماتِ وَإِن سمَّيتهمْ بشرا
إِنْ كان قلبك لم تعطفه عاطفةٌ
عَلى المساكين فاستبدلْ به حجرا
هي الإغاثةُ عنوانُ الحياةِ فإِنْ
فقدتها كنت مَيْتاً بعد ما قبرا