علي الصحن
لا أحد ينافس الهلال، الهلال لا ينافس إلا نفسه، الهلال ثابت والبقية متحركون، عبارات راسخة يعرفها الجميع، ويصادق عليها كل الرياضيين، حتى الذين يهاجمون الهلال ويقللون منه، ويدعون أن هناك أندية تدور في فلك قريب منه، يدركون أن الهلال مختلف، وأنه الأول والأفضل والأكثر بطولات وحضوراً عندما يكون الأمر متعلقاً بكرة القدم وبالأرقام حيث لا مكان للعبارات الإنشائية، والقصاصات الصحفية القديمة، وشهادات الحضور والميداليات التذكارية..!!
فوز الهلال بدوري أبطال آسيا في نوفمبر الماضي أخرج بعضهم من طورهم، وجعلهم يقولون أشياء غريبة، ويكتبون كلمات لا معنى لها في محاولات يائسة بائسة للتقليل من الإنجاز الكبير، تشهد للهلال أكبر المنظمات الرياضية، وتنصف إنجازه قنوات عالمية، وتتحدث عنه أسماء لها شنة ورنة في عالم كرة القدم، ثم يخرج علينا من يقلل من هذا الإنجاز، ومن يردد أنه جاء بعد غياب طويل، وأن من الطبيعي أن يفوز الهلال بعد كل هذه المحاولات، وهذا القول يجعل من يردده يشهد للهلال من حيث لا يعلم ولا يريد، فمجرد المحاولة يعني أن استمرار الأفضلية في المنافسات المحلية، واستمرار المحاولة يعني أن هناك عملا حقيقيا وخططا قائمة وطموحا لا يتوقف، واستمرار المحاولة يعني الإيمان بأنه لا حدود للتفاؤل، وأن اليأس لا مكان له في قاموس الهلاليين!!
الكلام عن فشل الهلال في تحقيق هدفه سنوات طوال يجعلنا نتساءل: أين البقية؟ وأين الأندية التي يحاول أنصارها النيل من الزعيم العالمي، وماذا حققت خلال هذه السنوات الطوال وعلى كافة الأصعدة، وهل يمكن أن تقارن أرقام المنافسين مع أرقام الهلاليين في السنوات العشرين الماضية؟ الإجابة معروفة.. بل إن هلالياً في الخامسة عشرة من عمره ربما فرح ببطولات أكثر من ستيني يشجع ناديا آخر!!
الهلال حقق لقبه الآسيوي السابع.. فهل سيتوقف الطموح الهلالي عند منصة السايتاما؟ وهل سيكتفي مدرجه بالبحث عن عبارة يرددها عشرين أو ثلاثين سنة دون أن يتجاوزها طموحه؟ وهل من ديدن الهلاليين أن يطالبوا المنافسين بشيء؟.
إن من يعرف الهلال جيداً يدرك أن اللقب السابع وإن كان له طعم مختلف عند الهلاليين، ما هو في النهاية إلا مجرد رقم، يضاف إلى سلسة الأرقام الزرقاء، وأن المدرج الهلالي لا يعرف إلا عبارة واحدة:
(لا تنشغل هذي البطولة رقم كم // فوز أنت بس وخل غيرك يعدون)
من يعرف الهلال ومدرجه جيداً يدرك أنه مشغول بنفسه وبفريقه وتطويره وجعله لا يقف عند نقطة معينة، ولا رقم معين، وإنه وإن دخل في مناقشات أو مماحكات مع أحد فإنه لا يذهب بعيداً..
من يعرف الهلال جيداً حتى مَن (يعتبرون) مِن منافسيه يدركون أن الهلال مشغول الآن في البحث عن اللقب الآسيوي الثامن، وأن السابعة أصبحت فرحة حاضرة للجمهور، وماضيا بالنسبة لفريق عظيم لم ينظر للخلف يوماً واحداً طيلة سبعة عقود مرت من الزمن.
التقليل من الهلال يضع صاحبه تحت الضوء، فيما لا يعني لبطل آسيا أي شيء...
** كل عام وأنتم بخير