إبراهيم بن جلال فضلون
رؤية جديدة هي عماد التحولات السعودية في زمن قياسي، ونقاط ارتكاز للإنسان والمكان والزمان في مشروع متكامل، آخذ في التصاعد، منذ تولي الأمير محمد بن سلمان زمام رؤية أنبتت لنا الخير ببرامج سياسية واقتصادية واجتماعية نابضة لنقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة بحنكته الثاقبة للمستقبل.. وسط إشادات دولية، نحصد ثمارها في بيعته الثالثة وليًّا للعهد.
هي البيعة الثالثة: منطلقًا بعطاء الشباب، وهمة «طويق» التي لا تنكسر، من الإرث العريق لبلاده؛ ليعالج بأصالته حاضرًا، وعينه على مستقبل مستدام، غيّر بها الصورة النمطية للمملكة من مجرد مصدر نفطي إلى تريليونات اقتصادية متنوعة الموارد، ترفع المستوى المعيشي والوعي الثقافي والتحصيل العلمي والتطوير التنموي عبر مشروع «رؤية 2030»، الحلم الذي أتم عامه الرابع.
هو العهد الثالث: كثير العطاء في اتجاهات عدة، باتت العاصمة السعودية الرياض أحد مصبات القرارات المتعلقة بالمجتمع الدولي، ببذل جهود، واتصالات مع زعماء العالم في الشرق والغرب لعقد الاتفاقيات الاقتصادية التي تدعم القرار السياسي للرياض في المحافل الدولية حتى ترأست السعودية اجتماعات G20. وبشهادات منظمات عالمية حققت المملكة مراكز متقدمة في تصنيفات عالمية معتمدة من منظمات دولية؛ إذ تصدرت السعودية مؤشر الدول الأكثر إصلاحًا على مستوى الأعمال والاقتصاد، وسجلت قفزات ملموسة في مؤشر التنافسية لبيئة الاقتصاد الداخلية؛ وهو ما يؤكد سلامة منهجية سير الرؤية والآليات التي تقوم على تنفيذها.
هو العام الثالث: والمواطن أول اهتماماته، بل المقيم؛ لتمتد إنسانيته سيرًا على درب أبيه والملوك الكرام للعالم أجمع في شتى بقاع الأرض، حتى استحقت بجدارة لقب «مملكة الإنسانية» بتحسين عدد من القرارات والأنظمة بهدف توفير جودة الحياة الاجتماعية الآنية، التي آتت أكلها بصورة أسرع مما هو متوقع بالتخطيط للمشاريع المستقبلية، وإعادة تعريف السياحة السعودية، ومراكز الترفيه، وتحويل العديد من الهيئات إلى وزارات، منها «السياحة، والاستثمار، والرياضة» بهدف إشراك القطاع الخاص للمساهمة بشكل فاعل في تنويع مصادر الدخل، إضافة لتمكين المرأة من دور أكبر في العائلة والمجتمع الخارجي.
هو التجديد الثالث: بعد عقود من الزمان التقليدي لمسارات أكثر وهجًا وتطورًا، تتواكب مع المعطيات؛ فكانت الرؤية ملاذًا لارتكازها على عمق السعودية العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية الهائلة التي تمتلكها إلى جانب قدرتها على ربط القارات الثلاث بحكم موقعها الاستراتيجي بمشروع «نيوم». ومع دوران عجلة العمل كان التوجه نحو تحريك صندوق الاستثمارات العامة، الذي يدير أصولاً بأكثر من 300 مليار دولار، أمرًا مهمًّا.
هي السعودية الجديدة: تستحق مؤلفات في كتابة تاريخها، بيد أبناء وكتّاب الوطن، بعنوان: «محمد بن سلمان والسعودية الجديدة»؛ إذ باتت السعودية أكثر الدول تقدمًا في مجال الإصلاح الاقتصادي من بين 190 دولة حول العالم مسجلة قفزة نوعية، حققتها بتجاوز 30 مرتبة في مجال سهولة ممارسة الأعمال 2020، وفي تقرير التنافسية العالمي 2019. وها هو العالم يعيش أزمة جائحة «كورونا» التي عجزت بل انهارت أمامها اقتصادات عظمى؛ ليؤكد التصنيف الائتماني الصادر عن مؤسسة «فيتش» العالمية في منتصف إبريل الماضي مرونة الاقتصاد السعودي. رأس ولي العهد اللجنة العليا التنسيقية لمعالجة تحديات الأزمات، واتخذت الحكومة عشرات الإجراءات، تضمنت حِزمًا مالية ونقدية واقتصادية ضخمة، بلغ إجماليها 177 مليار ريال (47.2 مليار دولار)؛ ما يعادل 9 % من الناتج المحلي الإجمالي السعودي، منها 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار) لحماية السعوديين العاملين بالقطاع الخاص من فقد وظائفهم، وتوفير دخل بديل لمن يفقد الدخل من العمل.
الثالثة ثابتة: فلم يهدر الأمير الشاب الوقت بعد مبايعته، بل كان جُل تركيزه موجهًا نحو العمل والإنجاز، وابتكار وسائل إدارية غير مسبوقة، معتمدًا على رؤى حديثة ووسائل علم وأدوات تقنية ومعرفية؛ فكان ميلاد نجم التفّت حوله القيادة والشعب كعصب للحياة، لامست وجدان كل مواطن ومقيم؛ وهو ما صنع ولاء لا نظير له، ورؤية لا حياد عنها.