علي الخزيم
أثار تعيين الإخوانية توكل كرمان ضمن مجلس مراقبة محتوى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك موجة عارمة من الاستهجان والاستياء واسع النطاق؛ ذلكم أن هذه الناشطة الإخوانية المتلونة وُصِمَت بسمعة سيئة ليس ببلدها اليمن فحسب بل بكل البلاد العربية والإسلامية نظير نشاطاتها المشبوهة والمفضوحة لإثارة الفتن والقلاقل خدمة للأجندة التي تعمل لها كمأجورة تحت مظلة إقليمية تدير تحركاتها بين الدوحة وإسطنبول وربما برعاية جهات دولية هي من تُكرِّس فكرة اللجنة التحكيمية للمحتوى على فيسبوك؛ خدمة للأجندات المرسومة التي يتم تطويرها وتوسيع محيطها لتمرير وإنجاز مخططات تماثل ما كان يسمى بالربيع العربي التخريبي.
تلك الحرباء المخادعة يعرف الكل مدى حقدها وكراهيتها وما تُكنِّه وتُصِر عليه تجاه الدول العربية لاسيما دول مثل المملكة ومصر والإمارات؛ على أنه لم يسلم من شرورها وعصاباتها الدول المعتدلة كافة التي تسير بطريق الخير والسلام، حتى بلادها اليمن لم تسلم من شرورها؛ فقد استثمرت أحداث اليمن المتلاحقة لمصالحها الشخصية؛ ولا أدل على ذلك من قنواتها التي تديرها من تركيا، حيث تقيم هناك برعاية من زعامات الإخوان وتدير أملاكها التي حققتها على جثث إخوانها من أبناء اليمن والعرب والمسلمين، فكيف بعد كل هذا يمكن لمؤسسة معرفية تقنية عملاقة مثل (فيس بوك) استقطاب مثل هذه العيِّنة والنموذج السيئ؛ وتأتمنها على المحتوى، ما يدل على أن (الأمر دُبِّر بليل)، وأنه بإطار من مخطط يحاك منذ زمن وبدأت بوادره تظهر علانية دون خجل أو حياء.
ولإدراك جمع من البرلمانيين العرب حجم المخطط ومدى كارثيته وخطره المستقبلي أخذوا بنشر الدعوات لتحرك جماعي عاجل تحت مظلة البرلمان العربي للاعتراض على تعيين الإخوانية (كرمان) ضمن مجلس مراقبة محتوى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مؤكدين أن تعيينها بالمنصب يعد خطأً فادحاً كونها تحمل العداء للدول العربية ويرتبط اسمها بعمليات التخريب ونشر الفوضى بأنحاء المنطقة، وأن اختيارها يشكل استفزازاً للشعوب العربية بصفة خاصة؛ والإسلامية بعامة لما تحمله من فكر هدام تُغذيه جماعات إرهابية حاقدة تستهدف خلخلة الشعوب وتدمير الدول خدمة لأغراضها الإجرامية، أما ميليشيا الحوثي وهي العارفة بتقلبات كرمان الحرباوية وهشاشة مبادئها ابتهجت بهذا القرار وأفصحت عن ترحيبها به؛ بل بادرت بتحديد جملة من المطالب من كرمان مما يكشف الهدف الحقيقي لوصولها إلى هذا المنبر العالمي؛ حيث طالبها ناشطون وقياديون بعصابات الحوثي برفع ما وصفوها بالقيود الظالمة عن حركة حماس ومليشيا حزب الله اللبناني وهي أذرع نظام طهران الفارسي المجوسي الرئيسة بالمنطقة، وهذا من جانب آخر يكشف تحالف مليشيا الحوثي الانقلابية غير المعلن مع تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي وذراعه اليمنية المتمثلة بحزب الإصلاح، ويعلق أحد الظرفاء بأنه بعد هذا لم يبق سوى تعيين عبد الملك الحوثي بمنظمة العفو الدولية!
عندما تنقلب الموازين يتم ترويس مثل هذه الوجوه الكالحة التي لا ترعى قيمة الكلمة والمحتوى ولا تبالي بالأمانة المهنية وشرفها الوثيق، فهي أكثر من مارس التطبيل والتضليل بإشراف مموليها وقيادتها الإخوانية.