تصادف هذا اليوم ذكرى عزيزة علينا جميعًا، هي مرور ثلاثة أعوام على مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليًّا للعهد. ونحن نستذكر هذه المناسبة الغالية يشرفنا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله ورعاهما- بمناسبة هذه الذكرى المباركة.
وتأتي ذكرى تلك المناسبة الغالية هذا العام في سياق تطورات استثنائية، شهدها العالم أجمع، وألقت بظلالها على كل الدول والشعوب، وهي تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد. وقد ضربت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين أروع الأمثلة في التعامل مع هذه التطورات التي أربكت العديد من الدول المتقدمة، وهزت اقتصاداتها وأنظمتها المالية والصحية والاجتماعية؛ إذ استشعرت المملكة منذ وقت مبكر خطر هذا الفيروس منذ بداية ظهوره؛ فأعدت له العدة متهيئة للسيناريوهات كافة.
وكانت يقظة الجهات الرسمية حاضرة من خلال أوامر وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومتابعة وإشراف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع؛ وهو ما حفز استنفار خطط المواجهة والسرعة الاستباقية التي تعاملت بها الوزارات والإدارات والجهات المعنية كافة التي تمخضت عن عدد من الإجراءات الاحترازية بغية تطويق انتشار الفيروس، وحصره من خلال خطط متصاعدة بدرجاتها وتنوعها بناء على تقييم النتائج بشكل مستمر، ومسابقة الزمن بدعم وتكاتف من الجميع، والتزام وتفهم اجتماعي كبير.. إضافة إلى حزمة من الإجراءات والإعفاءات والدعم للقطاعات المتأثرة، وتفعيل مبدأ العمل عن بُعد بأقصى إمكانية، والمحافظة على الأمن الغذائي الوطني، والإبقاء على سلاسل الإمداد ووفرة المعروض في الأسواق.
كما تأتي ذكرى البيعة لهذا العام متزامنة مع رئاسة المملكة مجموعة العشرين بما أعدته المملكة لهذا الاستحقاق من برامج وخطط، تؤكد جدارة المملكة بمنصب الرئاسة. وأكبر دلالة على ذلك عقد القمة الافتراضية الطارئة في ظل انتشار فيروس كورونا أواخر مارس الماضي برئاسة خادم الحرمين الشريفين؛ إذ وضعت كلمته -حفظه الله- النقاط على الحروف عندما قال: «في هذا الوقت الحرج الذي يواجه فيه العالم جائحة فيروس كورونا المستجد، التي تؤثر على الإنسان والأنظمة الصحية والاقتصاد العالمي، نجتمع بمجموعة العشرين في قمة استثنائية للخروج بمبادرات تحقق آمال شعوبنا، وتعزز دور حكوماتنا، وتوحّد جهودنا لمواجهة هذا الوباء».
إن الأعوام الثلاثة الماضية شهدت نقلة نوعية غير مسبوقة، ونهجًا لا يحده سقف من طموح، ولا يعترف بالمستحيل. وقد لمسنا ذلك على أكثر من صعيد، يصعب حصره والإحاطة به في هذا المقام. ولا يسعنا إلا أن نفخر ونثمن تلك الجهود المباركة سائلين الله -جلت قدرته- أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يمدهما بعونه وتوفيقه، وأن يسددهما على طرق الخير والإصلاح والنماء، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، إنه سميع مجيب.
** **
- خالد بن إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم