أحمد المغلوث
يشكِّل الضمان الاجتماعي في وطننا الحبيب منذ تم إنشائه في عام 1382هـ نهرًا من الحنان المتدفق في كل منطقة ومحافظة في وطننا الحبيب، تشاهده في المدينة والقرية، حتى البلدات الصغيرة والمراكز العديدة المتناثرة في البادية، يحنو على السنابل، وينفض الغبار عن المعوزين واليتامى والأرامل والمطلقات، ويشعل الشموع المضيئة في كل بيت محتاج، ويزرع البسمة الحنونة على شفاه أطفال هذه الأسر، ويمسك بيد المرأة المواطنة بحب واهتمام بالغَين، ويسير بها إلى طرق النور لبناء مجتمع سعودي متكامل تحت ظل قيادة الوطن.. لقد دأب الضمان في وطننا منذ تأسيسه على تسخير كل إمكاناته من أجل المساهمة الفعّالة مع بقية مؤسسات الدولة وهيئاتها لرفع مستوى المواطن في كل النواحي، وركز بصورة مكثفة على بناء الجسور بينه وبين أفراد المجتمع، خاصة من تشملهم مظلة الضمان الاجتماعي. وهنا نجد أهمية هذا الضمان الإنساني الذي تتنامى خدماته يومًا بعد يوم إلى الأمام، في وطن يعيش الأمن والاستقرار، ويتقدم الصفوف الأولى كوطن مسلم وإنساني فريد.. وهو ما جعل الإعلام المنصف أن يقول عنه الكثير في مختلف وسائل الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع.. نعم، بات العالم -ولله الحمد- يتحدث عن إنسانية الوطن وقيادته بصورة لافتة، مشيرًا إلى اهتمامه بكرامة الإنسان وحقوقه من أجل حياة أفضل له ولأفراد أسرته.. فسعت الدولة إلى توفير الرعاية الاجتماعية والصحية لمن هم بحاجة إلى هذه الخدمات، بل إنها وفرت المؤسسات التي تقوم بتأهيل كل من يحتاج للرعاية والعناية لعجز ما أو لظروف صحية تمنعه عن العمل، أو لمتاعب الشيخوخة، وذلك عبر توفير ما يحتاج إليه، أو تقديم الإعانات المناسبة له.. والجميل أن شهر رمضان، خاصة في هذه الأيام المباركة (العشر الأواخر)، تتضاعف فيه الأعمال الخيرية في مختلف مدن وقرى وبلدات الوطن، لا من الدولة فحسب، وإنما من أبناء الوطن؛ إذ يتسابق البعض من الخيرين إلى تقديم الصدقات النقدية والعينية لمن يحتاج إليها، خاصة المتعففين؛ لذلك نجد أن نهر العطاء الإنساني وحنانه يزداد تدفقًا في هذا الشهر سعيًا لصون كرامة المحتاج، ومنعه من التسول؛ كونه يعلم جيدًا أن نهر الحنان الوطني سوف يصل إليه وهو في بيته.. هكذا هو وطننا الحبيب والمبارك الذي أكرمه الله واختاره منذ كانت الحياة ليكون بيته «العتيق» في رحابه، وتحت رعاية قيادته ومواطنيه..
وماذا بعد؟.. يقف الضمان الاجتماعي على أعتاب مرحلة جدية في مسيرته الظافرة نحو تحقيق الحياة الكريمة لمن يحتاج إليه من مواطنين ومواطنات في زمن التنمية ورؤية الوطن (2030)، وسط أجواء من التفاؤل الدائم بتقديم خدمات أكثر تطورًا وتميزًا بطرحها الخاص لخدمة من يحتاج للخدمات والرعاية.. حفظ الله الوطن وقيادته.