سهوب بغدادي
أصبح الجمال في عصرنا مطلب وغاية وهوس، حيث يلجأ العديد من النساء والرجال على حد سواء إلى عمليات التجميل الجراحية والإجراءات التجميلية الأخرى التي لا تستلزم التدخل الجراحي. في حين لا أخصص هذا الموطن لانتقاد العمليات التجميلية من عدمه، بل انتقد التوقيت فقط! لم أستطع إيجاد سبب وجيه من سيل العروض والبكجات المغرية في هذا الوقت من الشهر -مع اقتراب العيد- سوى لتحريك العيادات مجدداً، علماً بأن أكثر عيادات الأسنان بها أقسام تجميل، إذ تفاجأت بإحدى العيادات التي تروّج لخدماتها غير العلاجية أو الطارئة على سبيل المثال الإجراءات التجميلية الرائجة من حقن البوتكس والفلر والليزر وتجميل الأسنان بالتركيبات الهوليوودية وما إلى ذلك من الخدمات غير الضرورية وتعمد إلى إعطاء تصريح للمريض من خلال تطبيق اسعفني على أساس خدمة أخرى علاجية، حيث قرأت من خلال التعليقات على تطبيق إنستغرام لإحدى السائلات عن حقن الفلر للشفائف وعن كيفية تمكنها من الحصول على موعد، فكانت إجابة المسؤول عن حساب العيادة، نعم، سنوفر لك التصريح لذلك في الوقت الذي ترغبين. أشعر بالأسى عندما أرى جهود المملكة في هذه الفترة المفصلية وتكاتف جميع الكيانات الفاعلة وسعيها في مكافحة الفيروس المستجد. من هذا النطاق، أدعو وزارة الصحة إلى حصر أنشطة العيادات الخاصة وجعلها تقتصر على تقديم الخدمات العلاجية فقط تماشياً مع مبدأ الخروج للحاجة القصوى وعلى نهج قرار حصر النشاط التجاري على المحال الضرورية فقط.
(جميعنا نحب ونسعى إلى الجمال، إلا أن جميل أفعالنا في هذا الوقت هو الأهم).