الرباط - «الجزيرة»:
أكَّد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ضرورة التعاون الوثيق بين الدول في التصدي للانعكاسات السلبية لجائحة كورونا (كوفيد-19)، بالاعتماد على التقنيات المتطورة، القادرة على تجاوز القيود المفروضة على التنقّل، وتقليل حجم الانكماش الاقتصادي الهائل، وتخفيف الضغوط على العلاقات الشخصية والدولية، إذ قد يستمر التباعد الاجتماعي لفترة من الوقت.
جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الافتراضي العالمي، الذي عقدته شبكة آسان (ASAN) عن بُعد، تحت رعاية رئيس جمهورية أذربيجان، حول «استجابة الحكومات لجائحة كوفيد-19»، والتي شدد فيها الدكتور المالك على أهمية أن تكون استجابة الحكومات شاملة للجميع في هذا الحالة الحرجة، وتتسم بالعدالة والإنصاف، خصوصاً في المجالات الصحية والاقتصادية والتعليمية، وأن يتم إعطاء الأولوية في السياسات الحكومية للفئات الأكثر هشاشة، حيث تزيد الأزمة من الفجوة بين المناطق وبين الأغنياء والفقراء، ومن هذه الفئات الأشخاص ذوو الإعاقة والنساء والأطفال وكبار السن والمهاجرون واللاجئون.
وتابع المدير العام للإيسيكو أن استجابة الحكومات لجائحة كورونا والإجراءات التي تتخذها الدول يجب أن تركّز على الحوار الحقيقي والتعاون متعدد المجالات، وأن تكون التجارب الناجحة لبعض الحكومات جزءاً لا يتجزأ من الكل، وأنه على الرغم من التوترات العالمية المتزايدة، ينبغي ألا تفقد الحكومات الثقة في التعاون الدولي، حيث إن الجهود المشتركة وتبادل أفضل الممارسات والتعاون المتميز الهادف بين الشركاء الدوليين هو السبيل للتغلب على التباطؤ الاقتصادي.
وأضاف أنه ينبغي ألا تغفل الحكومات في مواجهتها لآثار الجائحة أهمية الثقافة والتعليم وقيمها المتأصلة، حيث تشكل الثقافة والتعليم مستقبل البشرية، فهما عنصران أساسيان للتمكين التغيير ويجب الحفاظ عليهما وحمايتهما.