د.عبدالعزيز الجار الله
أصبح واضحًا أسباب نجاح دولتنا في السيطرة على وباء كورونا 19 في الوقت التي توقعت أو تمنت دول مثل إيران وتركيا وجماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان وبعض الدول التي تبطن العداء مع دول الخليج والدول العربية، التمني في أن ينتشر وبكثافة في السعودية.
راهنوا على كثرة غير السعوديين ومنهم عمالة تتعدد دولها وجنسياتها وأعراقها وبعضها ينتمي لدول موبوءة بأمراض مختلفة ومستوطنة، شريحة العمالة لا يمكن أن يسيطر عليهم وهم ضمن عدد (13) مليون نسمة من غير السعوديين يشكلون ثلث سكان المملكة، كما يراهن الأعداء حتى ولو أظهروا بعض ملامح الصداقة، يراهنون على أفواج الحج والعمرة التي يرونها المدد الحقيقي لجسر كورونا وتفشيه في السعودية والخليج، وبالتالي ضرب منطقة الخليج أراضيها وبحارها بمن فيهم قوات التحالف الدولي الذي يحاصر إيران عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.
يلحظ المتابع أن حكومتنا سارعت في إيجاد مجموعة عمل لإدارة أزمة كورونا وما يترتب عليها عبر ما يشبه مجلس الوزراء المصغر يضم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، ووزراء قطاع الأمن والخدمات، وزراء: الصحة والمالية والتعليم والبلديات والتجارة والإعلام، وما تحتاجه من وزراء وهيئات على شكل مجلس وزراء مصغر دائماً في حالة انعقاد، لإدارة أزمة كورونا وما ترتب عليها من قرارات وأوامر: منع التجول وإغلاق الحدود والمنافذ البرية والبحرية، والتحرك السريع في استباقية الحماية والعزل السكاني، التباعد الاجتماعي. واكتشاف الحالات قبل وبعد الإصابة وعزلها حتى لا تنشر المرض، عبر المسح الصحي المبرمج، مع تحديد بؤر الإصابات وعزلها.
هذا الأسلوب الإداري الذي يتطور مع الحدث والمستجدات في توحيد عمل المجلس الاقتصادي، والمجلس السياسي والأمني، لمواجهة أزمة كورونا وتحدياتها، وتشكيل فريق عمل لإدارة الأزمة هو الذي ساهم بإذن الله في جعل أزمة كورونا تحت السيطرة، والحد من انتشارها في مدن المملكة.