سمر المقرن
تابعت خلال الأيام الماضية أصداء مؤتمر هيئة تقويم التعليم والتدريب، والتي أعلنت خلاله تفاصيل إجراء الاختبار التحصيلي لطلاب وطالبات الثانوية العامة عن بعد، مع توفير خيار الاختبار في المقرات المحوسبة لمن لا يستطيع توفير جهاز حاسب آلي مع اتخاذ التدابير الاحترازية الضرورية.
نتفق جميعًا أن المرحلة الحالية فرضت على كل العالم التكيُّف مع أزمة انتشار وباء كورونا، فلا يجب أن تتوقف عجلة الحياة بشكل كامل حتى ينتهي الوباء ولا أن نضحي بمستقبل أبنائنا ونضر وطننا بسبب المبالغة في إجراءاتنا الاحترازية. إذا اتفقت معي على ما سبق، فدعنا نتعرَّف على أهمية الاختبار التحصيلي، فهو الطريقة الوحيدة لضمان تكافؤ الفرص بين الطلاب ووجود الطالب في المقعد الجامعي المناسب لقدراته، وإذا كانت تكلفة الطالب الجامعي تتجاوز 54 ألف ريال سنويًّا حسب مرصد التعليم التابع لوزارة التعليم، فإن ضمان التوزيع الكفؤ للطلاب على الجامعات والتخصصات مصلحة وطنية عليا للحفاظ على كفاءة الإنفاق الحكومي.
بالإضافة إلى الجانب المادي، فإن التأكد من مستوى المخرج النهائي للتعليم الجامعي سواء في التخصصات العملية أو غيرها ضرورة لا يمكن التهاون فيها، بسبب ظرف طارئ ومؤقت لما لذلك من تأثير علينا جميعًا.
وإذا كان بعض الطلاب وأولياء أمورهم يطالبون بإلغاء هذا الاختبار، فهم لا ينظرون للصورة الكاملة وتأثير ذلك على المصلحة العامة وحتى مصلحتهم الشخصية، فإذا تجاوزنا هذا الاختبار فسنفاجأ بعد عدة سنوات بتخريج طلاب في الجامعات المختلفة موسومين في سوق العمل بأنهم «دفعة كورونا» والذين لم يخضعوا لإجراءات سليمة في التوزيع الجامعي ما يؤثِّر على مستقبلهم جميعًا!
وإذا نظرنا إلى التجارب العالمية نجد أن الاتجاه إلى الاختبارات عن بعد، ليس قاصرًا على المملكة، حيث اعتمدته الكثير من الدول الكبرى، واتجهت العديد من مراكز الاختبارات العالمية المعروفة إلى تقديم اختباراتها عن بُعد بحيث يكون الاختبار مطابقًا في المحتوى والشكل والتجربة على الشاشة مع الاختبار الذي يتم إجراؤه عادة في مراكز ومقار الاختبارات.
على سبيل المثال، انضم لتجربة الاختبار عن بعد [TOEFL iBT]
اختبار كفايات اللغة الإنجليزية الأقدم والأشهر، وكذلك اختبار Educational Testing Service [ETS]
وهو أحد شروط القبول الرئيسة لبرامج الدراسات العليا لمعظم تخصصات كليات الدراسات العليا في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وغيرها من البلدان.
دون مبالغة يمكننا القول إن الاختبار التحصيلي ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها لمصلحة الطالب أولًا بالإضافة لمصلحة الوطن والمواطن، والاعتماد على التقنية قدَّم الحلول المناسبة لإتمامه دون تعريض الصحة العامة للخطر.