عبود بن علي ال زاحم
في ظِلّ الأزمات التي تُلقِي بظلالها على الوضع الاقتصادي، سواءً أكان على مستوى الوطن أو القطاعات أو المؤسسات، كما هو الحال اليوم مع أزمة فيروس كورونا المستجدّ العالمية، والتي أجبرت الدول على اتخاذ قرارات وإجراءات وتدابير، تمسّ حركة الاقتصاد، وتحدّ من نموّه.
في ظلّ ذلك.. يَتحتّم على رجال الأعمال والقياديين والمديرين التنفيذيين، العملُ على إيجاد معالجاتٍ مالية وإدارية تَحمي السيولة النقدية للشركات والمؤسسات، وتُنفق منها بطريقة فعَّالة، مع تَقَصّي الحقائق، كي تستطيع الصمودَ والنجاة بعد انقشاع الأزمة، ومع أهمية فهم احتياجات العملاء، وتقلِيص التكاليف بأسلوب إستراتيجي وذكي. ولمواجهة تحدّيات الاقتصاد المسموم، ينبغي على شخصية المدير الكفء، أن تَتميّز بـ6 سِماتٍ قيادية، وهي:
1- الأمانة والمصداقية
إن السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق، هو المصداقية والتواضع في التواصل مع الموظفين، حيث تَنبع سلطتُكَ من القدرة على التواصل مع موظفيك، وطرح الحلول الملائمة.
2- القدرة على بَثّ الأمل الفرديّ في النفوس
تَزداد الحاجة إلى هذه السمة في الوقت الحالي، إذ أضحى أغلبُ الناس فريسةً للقلق الشديد، فبعد أن فاجأت أزمة كورونا الاقتصاد، ودَمّرت المُدَّخَرات التي تَكبّد الناسُ مَشقّةَ جَمْعِها وهَدّدت وظائفهم، تزعزعت ثقتهم في كلّ ما يسمعونه أو يرونه أو يقرءونه.
3- العودة إلى أرض الواقع
في ظِلّ عدم استقرار الاقتصاد، يُصبح الواقع هدفاً متحركاً ومتغيّراً، لذا ينبغي على المدير التنفيذي مواصلةُ تحديث معلوماته حول الاقتصاد، ومراقبة تقلّباته الحالية والمتوقّعة، من خلال تقصّي الأوضاع ميدانياً.
4 - المزاوجة بين النظرتين التفاؤلية والواقعية
لا يُقصد بالواقعية الإفراط في التشاؤم، بدلاً من الإفراط في التفاؤل، إنما هي إدراك وتقبّل خطورة المشكلة الحقيقية لتتمكّن من معالجتها، فقد تواجه بضع مشكلات لا سَبِيل لِحَلّها، حَاوِلْ أنتَ كمدير تنفيذي وفريقك، تَصَورَ الحلول الممكنة، وشَجعْهُم على إيجاد السبُل لتنفيذها.
5 - إدارة قوية ومركّزة
يتطلب الوضع الراهن السيطرة على كافة التفاصيل، وعلى المديرين التنفيذيين الوقوف على دقائق الأمور، وزيادة مُعدّل المتابعة عن أي وقت مضى، وذلك من خلال مناقشة المعلومات المتاحة مع أعضاء الفريق، وإشراكهم في اتخاذ القرار، مع التنفيذ بالسرعة التي تُواكِب مناخاً متقلّباً كالذي نعيشه.
6 - جرأة الإعداد للمستقبل
إن مقاومة ضغوطِ متطلبات الاحتفاظ بالسيولة، بُغيةَ تَخطّي الأزمة، قد تُنسِي التخطيطَ المستقبلي، الذي يَحتاج إلى شجاعةٍ كبيرة، للمراهنة على إستراتيجيةٍ جديدة وغير مضمونة النتائج، خاصة في ظِلّ أزمة السيولة الخانقة، وعدم التثبّت من صحة الفروض التي بُنِيَت عليها الخطط.