الكتابة الرثائية عصيَّة على مَن يكتبها, وإن كان بلغ مستوى الاحتراف في الكتابة, خصوصًا إذا كانت ثمة علاقة, وليس أي علاقة وإنما علاقة وطيدة ووثيقة, وعشرة عمر ربطت بينهم, وأعني هنا بين صاحب القلم وصاحب الكفن.
رحيل من لا تعرفه معرفة شخصية, قد يؤثِّر عليك بشكل أو بآخر, لعدة أسباب؛ مثل المحبة الجارفة التي يكنّها كثير من الناس له, أو من الدعوات الكثيرة وكأنها ماء منهمر على البسيطة, أو رحيله في عمر الزهور أو لسبب يستدعي الإنسانية بشكل أو بآخر.
رحل المهند بن ماجد الحقيل, وهو لم يبلغ ربيع السابعة عشرة من عمره, الدعوات والمحبة لاحقته بعد رحيله, وكانت وصيته الأولى والأخيرة «حين وفاتي لا تهجروني ولا تحرموني من الدعوات, سامحوني جميعكم، فالدنيا أصبحت مخيفه حلِّلوني، فالموت لا يستأذن أحد».
هذه الوصية جاءت قبل رحيله بعدة أشهر, وهذا هو حال المنية, تأتي بلا سابق إنذار ولا موعد مسبق.
رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته, العزاء والمواساة بعمق لمعالي وزير الإسكان ماجد الحقيل والأسرة جميعًا, اللَّهم اجعل قبره ضياءً وروضة من رياض الجنة.. آمين.
** **
- د. فيصل خلف