د.عبدالعزيز العمر
في عام 2010 قدَّم الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعتذاره لجواتيمالا بسبب قيام علماء أمريكيين في عام 1946 بتجريب بحوثهم على مواطنين من جواتيمالا حول فاعلية البنسلين في معالجة مرضَي السفلس والهربز. هذا يجرنا للحديث عن أخلاقيات البحث العلمي. والمقصود بأخلاقيات البحث العلمي هنا مجموعة المبادئ والقيم الأخلاقية الحاكمة والموجهة للبحث العلمي التي في ضوئها نقرر ما هو مقبول وما هو مرفوض أخلاقيًّا في عالم البحث العلمي. واليوم هناك هيئات ومنظمات دولية (IRB) متخصصة في إجازة البحوث العلمية بعد التأكد من عدم تعديها على القيم الأخلاقية للبحث. وفي كثير من الجامعات السعودية لا يمكن تنفيذ أي بحث إلا بعد إجازته أخلاقيًّا من هيئة أكاديمية متخصصة. ويذكر لنا التاريخ أنه في الفترة النازية كان المساجين وأسرى الحرب بمنزلة حقل تجارب فظيعة للعلماء الألمان.
وفي حالات أخرى يذكر لنا التاريخ أيضًا أنه كان يتم استخدام المحكوم عليهم بالإعدام لغرض تجريب فاعلية أمصال ومعالجات طبية خطيرة.
وحديثًا عندما ظهر فيروس كورونا ظهر من اقترح تجريب لقاحات فيروس كورونا في المناطق الإفريقية، وذلك في تحدٍّ سافر لقيم البحث العلمي، بل للقيم الإنسانية.
وأخلاقيات البحث العلمي لا تظهر فقط في المجالات الطبية، بل تظهر أيضًا في مجال العلوم الاجتماعية (التربية، علم النفس.. إلخ). فيجب أن يضمن الباحث للمشاركين في البحث سرية بياناتهم الشخصية، ويجب أن يحصل على موافقاتهم على المشاركة، وأن يسمح لهم بالانسحاب متى أرادوا. وعلى الباحث تجنيب المشاركين أي حرج أو أي حالة توتر (هناك باحثون يُخضعون المعلمين لاختبارات!!!).