«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
في عالم النجوم، تختلف نجوم الأرض عن نجوم السماء، فنجوم الأرض تسطع فترة زمنية ومن ثم تختفي، ونجوم السماء تأفل نهاراً ولكنها سرعان ما تعود مساء لتضيء الكون بأكمله.
نجم الأرض قد يكون من هواة الفن والطرب وقد يكون من اللاعبين في أي لعبة كانت أو من الممثلين، وغيرهم من النجوم في كل مهنة كانت، وهؤلاء تسطع نجوميتهم في برهة زمنية ومن ثم يأفل نجمهم حينما ينتهي دورهم ليحل محلهم نجوم آخرون يسطعون ومن ثم يختفون، وهكذا كل النجوم الأرضية حول العالم تسطع ثم تأفل وتختفي، وما بين سطوع نجوم الأرض المؤقت وسطوع نجوم السماء الثابت، يقف المتابع الرياضي في حيرة من أمره وهو يشاهد نجماً منذ أن سطع قبل ثلاثين عاماً لم يأفل ولو للحظة، مرت أجيال ورحلت واختفت نجوميتها وجاء بعدها أجيال مرت ورحلت، ولا يزال هذا النجم ساطعاً ينير بتواجده عقول الرياضيين، وحتى المختلفين معه في الميول لا يستطيعون إنكار نجوميته الثابتة منذ عقود.
سامي بن عبدالله الجابر، بدأ وانطلق في التسعينات الميلادية، واعتزل لعب كرة القدم في عام 2007 ، ولكن النجومية لم تفارقه منذ أن بدأ حتى اليوم، فحينما ترك كرة القدم عمل إدارياً في فريق الهلال، ومن ثم مدرباً، فعضو في اتحاد القدم، ومن ثم ترأس نادي الهلال، وفي كل مرة تلاحقه النجومية، ويكون محل اهتمام محبيه وكارهيه على حد سواء.
سامي الجابر ظاهرة بشرية في المجال الرياضي تستحق الدراسة كونه أحد النجوم الذين سطعوا ولم يأفلوا، واستمر ثلاثة عقود وهو نجم لا تفارقه الأضواء، وفي كل مرة يخرج فيها للملأ يكون مثيراً بالدرجة التي تجعل محبيه يصفقون له، وكارهيه يتندرون منه.
مساء يوم السبت الماضي ظهر سامي الجابر في برنامج رمضاني غير متخصص في الرياضة، يديره أحد ألمع الإعلاميين وأمهر المذيعين، فكانت الحلقة كعادة سامي الجابر مثيرة لدرجة أن ردة الفعل كانت قوية جداً، وتناول محتواها الرياضي وغير الرياضي، وهو مالم يمر على البرنامج في حلقاته التي سبقت حلقة سامي، ومن هنا يكون التأثير، وتكون النجومية، وبالرغم من كون سامي لاعباً سابقاً إلا أن نجوميته طغت على كل نجوم الملاعب في الوقت الحالي، ناهيك عن نجوم الزمن الماضي الذين ذهبت نجوميتهم واختفت.
سامي الجابر الذي ظهر في برنامج الليوان مع المديفر، كان لظهوره معنى مختلف، إذ أوضح بعض الأمور، وكشف بعضها، وتطرق لعدة مواضيع تخص الشأن الرياضي بشكل عام والهلالي بشكل خاص، وختم مقابلته بأن التنافس الهلالي النصراوي لا وجود له إلا في الإعلام وبين الجماهير، أما على أرض الواقع فقد انتهى لمصلحة الهلال، مؤكداً بأن من يملك 59 بطولة لا يمكن مقارنته بمن يملك 25 بطولة، وهناك فرق بمقدار سنة ضوئية بين الهلال والنصر، وهذه الجملة ربما كانت هي الأقسى على بعض النصراويين، ولكنها واقع يعترف بها النصراوي العقلاني مثل أسطورة نادي النصر الذي قالها سابقاً، كما أن مقولة سامي أعادت للأذهان مقولة الأمير عبدالله بن سعد -رحمه الله- في منتصف التسعينات، إذ أكد بأن التنافس الهلالي النصراوي انتهى، وهذا ما تؤكده الأدلة، إذ حقق الهلال منذ تلك المقولة ما يقارب الـ40 بطولة، بينما لم يحقق النصر سوى 8 بطولات.
أما الأمر الآخر والذي أحدث ضجة لدى البعض هو ما قاله سامي الجابر حول منطقتي الأحساء وجيزان التي تتمتع بمواهب كروية كبيرة، ولكنها تفتقد للدعم المادي، وربما خان سامي الجابر التعبير في الحلقة بوصفه المنطقتين بـ»الفقر»، ولكن المعنى كان واضحاً لمن يريد أن يفهم، فسامي كان يقصد بأن تلك المواهب تفتقد للدعم المادي من رجال أعمال المنطقتين، ولو وجدت تلك المواهب الدعم لاستفادت المنطقتان وأنديتها، واستفاد المنتخب السعودي، وهذا ما كان يقصده سامي الذي قدم اعتذاره عن سوء الفهم.