لم يعد سرًا الغموض من تكسير الصحون في المطاعم اليونانية، مَن زار اليونان يُدرك ذلك تمامًا.
تدرج ضمن قائمة التقاليد اليونانية المتوراثة، وقالوا إن التقشف آنذاك، سيقضي على هذه العادة وهي تكسير الصحون في الأفراح والأتراح، ولكنِّه لم ينجح، واصلوا اليونانيون جنونهم لاعتقادهم بأن هذا يجلب الحظ ويُبعد الأرواح الشريرة، ويجلب المرح والسرور للأرواح الخيّرة.
سن قانون في اليونان بمنعها في أواخر الستينات من القرن 19 إلا أن الشعب اليوناني كسر القانون وتخطى الحواجز، لكي تبقى هذه العادة المتوراثة منذ الأزل.. ولا غرابة أن يتم تكسير الآلاف المؤلفة من الصحون في ليلة واحدة!
سرعان ما انتشرت هذه العادة الغريبة في العالم، من خلال المطاعم اليونانية التي تقدم لزبائنها تكسير الصحون، وليست الفاخرة بالتأكيد.
آخر مرة ذهبت إلى مطعم يوناني، كان بدعوة من صديقي يزيد وفي الرياض، التقيت بمجموعة من الأصدقاء والصديقات هناك من حول العالم، وبعد تناولنا العشاء، قمنا بتكسير الصحون، وبعد خروجنا سألني يزيد: فيصل فرّغت طاقتك السلبية؟ شعرت بتغيير؟ أجبته بالإيجاب.
من باب التذكير والإحاطة لكل بلد في العالم تقاليد مختلفة، قد تراها غريبة وصاحب التقليد يراها طبيعية، لذلك لزامًا علينا احترامها حتى لو كنا على اختلاف.
بما أننا في شهر رمضان، وفي كل يوم نرى الصحون على مائدة الإفطار، هذا المقال ليس تلميحاً لتكسير صحونكم من أجل خوض تجربة غريبة قد تكون عواقبها وخيمة.. لذلك لا تكسروا صحونكم!
** **
- د. فيصل خلف