نَسْتَحِثُّ الخُطَى إلى الغاياتِ
لِنَنالَ الخُلودَ في الجَنّاتِ
في نَعيمٍ ورَحْمةٍ وسَلامٍ
وقُصورٍ فَسيحَةِ الحُجُراتِ
لِجِنانِ الفِرْدوسِ نَمْضي سِراعاً
وظِلالٍ منْ سِدْرِهِا الوارِفاتِ
نَتَّقي الله أنْ تَزِلَّ خُطَانا
ونُنادي لِباقِيِ الصّالِحاتِ
نحْنُ منْ خيرِ أُمّةٍ أخْرجها اللهُ
سُعاةٌ في الخَيرِ والحَسناتِ
1
نأْخُذُ العُرْفَ ثُمّ لِلْعَفْوِ نَهْفو
بِنَقِيِّ الأفْعالِ والنِيّاتِ
وإذا رَحْمَةُ الإلهِ اجْتَبَتْنا
وانْتَقَلْنا لِلُّطْفِ والرّحَماتِ
وغَدَوْنا في حاجةٍ لِدُعاءٍ
وابْتِهالٍ لِغافِرِ الزَلاّتِ
وسَعَى لِلغَفُورِ منَّا حَفِيٌّ
اصْطَفاهُ الرّحِيمُ لِلمَكْرُماتِ
آبَ عبدُ الحفيظِ نَحْوَ جِنانٍ
دانِياتِ القُطوفِ والثَّمَراتِ
مَنْزلُ الخُلْدِ في مَقامٍ رَفيعٍ
وزَرابي مَبْثوثَةٍ ناعِماتِ
2
كانَ فينا كالدَّوْحِ يَنْشُرُ ظِلاً
كانَ فينا كسَلْسبيلٍ فُراتِ
كانَ فينا كالوَرْدِ ينْفُثُ عِطْراً
كانَ نُورَ المِصْباحِ والمِشْكاةِ
شامِخُ الرّأْسِ في تَواضُعِ نَفْسٍ
لَمْ يُدَنَّسْ بِعَثْرةٍ أوْ هَناتِ
يا رَفيقَ الدَّرْبِ الذي صارَ قَفْراً
مُنْذُ أنْ غِبْتَ يا كريمَ الصِّفاتِ
وتَرَجَّلْتَ يا َزَميلَ شَبابي
وتَخَيَّرْتَ عالِيَ الشُّرُفاتِ
ولأنَّ الفِراقَ أرْسَلَ دَمْعي
خَاصَرَتْهُ الأحْزانُ في كَلِماتي
3
وَشَّحَتْهُ على البُروقِ مَعانٍ
وهَمَى بالدُّموعِ مِنْ غَيْماتي
يا عَدِيلِي الذي خَلا مِنْكَ دارٌ
لا خَلاَ الذِّكْرُ مِنْكَ في صَلواتي
فهنيئاً لكَ المَقامُ خُلوداً
في رِياضٍ بِطِيبِها عابِقاتِ
بمشيئةِ اللهِ ورحْمتِهِ عزَّ وجل.
** **
- عبدالقادر كمال