هالة الناصر

لست مع انتقاص رأي المنتقدين لأي برنامج رمضاني يعرض على أي قناة تلفزيونية، وأقف بشدة ضد تخوينهم أو سفه رأيهم واعتبارهم لا يفقهون بالدراما أو بالأعمال التلفزيونية لأن الجمهور هو الجزء الأهم في كل هذا المشهد، ليس منّا إلا قلة لم ينتقدوا عملاً تلفزيونياً، وهذا حق من حقوقهم.كتبت تغريدة قاسية ضد برنامج يعذب المشاهير مقابل مبالغ مادية كبيرة تحت ذريعة أنها كاميرا خفية وهي ليست بخفية. ولكن نقدي الشرس في تغريدتي لم يتجاوز كونه رأياً عابراً وليس موقفاً عدائياً لأني لم أقاطع البرنامج وأشاهده حسب أوقات فراغي، كنت أخاصم نفسي عند كتابة نقد تجاه أي عمل فني ما خوفاً من أن أكون قد ظلمت أشخاصاً لم يتعمدوا هذه الرداءة وإثارة غضبنا، بل غايتهم القصوى كسب إعجابنا والحصول على أكبر كمية من المشاهدين، في نفس الوقت لست مع هذه النرجسية والغضب الجارف الذي يرد به بعض نجوم الدراما والأعمال التلفزيونية على من ينتقد أعمالهم أو تمثيلهم، معيب أن يرد النجم على جمهوره بعبارة إن لم يعجبك عملي قم بتغيير القناة، لسبب بسيط أن القناة ليست ملكاً للنجم حتى يرد هذا الرد الجاهل على جمهور القناة أو حتى جمهور النجم نفسه، يجب أن يعرف الممثل أو المذيع أو المغني أن أي عمل يقدّمه للجمهور لم يعد ملكاً خاصاً له، بل للجمهور، ومن حق الجمهور أن يقول ما يشاء فيما يشاء حول أي عمل، تعرض النجم ناصر القصبي والنجمة هياء الشعيبي وغيرهما لنقد قد يتجاوز حدوده في أحايين كثيرة، بغض النظر عن نوع هذا النقد ومستوى التنمّر فيه لكن يجب معرفة أن هذين النجمين ليسا هما اللذين يتحمّلان وحدهما مسؤولية ما قدماه من أدوار لأنهما جزء من عدة أجزاء فيما يقدمان من أدوار تمثيلية، هذان النجمان اللذان اتفق الجمهور على تميزهما ومنحهما النجومية في أعمال سابقة ورسما تاريخاً طويلاً من النجاح لا يمكن أن ينجحا عندما يكون النص ضعيفاً لأنهما في النهاية فنانان محترفان ومهما ملكا من قدرة خارقة لن يستطيعا إنجاح نص درامي فاشل، في مسلسل «مليار ريال» كان النص يعتمد على التهريج السطحي في سيناريو مهلهل لم تستطع معه هياء الشعيبي تقديم قدراتها الكوميدية المميزة، وفي كل دفاعاتها لا تستطيع أن تسيء لزملائها فتضطر إلى التلميح بأنها قدمت دوراً كوميدياً حسب الشخصية في النص. على الجمهور أن ينتقد كيفما شاء دون تنمّر أو إسفاف وعلى الفنان أن لا يغضب ويراجع أوراقه بدلاً من محاولاتالمستحيلة في تغيير مسار سيل النقد، بأعذار غير مقبولة لتمثيل دور رديء من أجل المال.