علي الصحن
إلى أي مدى ستتأثر الأندية من الأزمة الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا ؟ وهل يمكنها أن تتعايش مع الأزمة وتسير أمورها كما كانت قبل منتصف مارس الماضي ؟ وهل لديها ما يكفي من الخطط لتجاوز الأزمة ؟ وهل عقدت إدارتها اجتماعات افتراضية عن بُعد لتدارس الأمر ووضع الحلول والتصورات، أم أنها علقت هي الأخرى أعمالها مع تعليق النشاط الرياضي ؟.
الحال بعد تجاوز الجائحة -بإذن الله- لن يكون مثله قبلها، لابد أن تغيرات ستطال كل شيء، ولابد أيضاً أن الأندية والقائمين عليها سيجدون اختلافاً كبيراً..
المال وهو عصب الحياة لن يكون بتدفقاته قبلها، والمقدمات والمرتبات التي كانت تدفع لا يمكن تصور أنها تستمر سيرتها الأولى لبضع سنوات على الأقل، والاستثمار الذي يمثل مورداً مهماً يعين الأندية لن يكون كما السابق. حتى الحضور الجماهيري -وعلى مستوى العالم- لابد أنه سيصدم بقيود غير مسبوقة، وسيحتاج إلى مدة كافية حتى يعود إلى طبيعته.. وغياب الجماهير سيلقي تأثيره على نواحي عدة في النشاط الرياضي، فهي في النهاية عصب المنافسات وسر قوتها ومصدر إثارتها.
الأندية الآن أمام تحد قوي وصعب، وفيه تحتاج إلى عدة أمور، أبرزها أن يكون لديها إدارات متمكنة تعرف كيف تواجه الأمور وتضع الخطط والخطط البديلة، وتعمل على كل الاحتمالات، وأن يكون لديها إدارات استثمار تستطيع أن ترسم لكل طريق خارطة مناسبة، وأن تجد لكل عائق حلاً، ومقابل كل خسارة ما يعوضها من أرباح، وبالطبع الأمر ليس بهذه السهولة، والتحدي لن يكون سهلاً.. لكن من ينجح في الأزمة سيكون أقوى عوداً وأشد بأساً في المستقبل وهذا ما نتمناه للجميع.
الأندية الآن مطالبة بالحفاظ على مكتسباتها، وأن تكون إداراتها القانونية مستعدة لكل التوقعات، ربما تفاجئ بلاعب يعلن انتقاله ولاعب يرفض الاستمرار وآخر يريد كسر العقد ورابع يطالب بحقوقه مرة واحدة و ... و ... وهذا بلا شك سوف سيزيد من صعوبة المرحلة المقبلة للأندية، ويرفع من سقف التحديات التي تواجهها.
هنا يجب على كل مدرج أن يدرك الصعوبات التي تواجه ناديه، وألا يكون أداة ضغط إضافية عليه، بل عوناً له على تجاوز الأزمة وآثارها، حتى يعود إلى ما كان عليه في السابق بإذن الله.
*****
- لماذا يغضب البعض من جماهير الأندية عندما يشيد أحد لاعبيها أو القائمين عليها بالهلال، ولماذا يطالبونه بالاعتذار أو إبعاده نهائياً من النادي، الهلال بطل آسيا وكبير أنديتها، وعملاقها المتوج، وفريق القرن فيها، والهلال هو الأكثر بطولات وجماهيرية، وهذه لغة أرقام موثقة لا يختلف عليها اثنان.. عندما يقول لاعب إنه يحب ريال مدريد أو يوفنتوس أو ليفربول أو الهلال فهذا حقه، من حقه أن يعجب بالجمال وأن يظهر إعجابه أيضاً، وقد قيل (حب الجمال من الجمال).
- الخطاب الإعلامي الرياضي لدى البعض تغير كثيراً بعد الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي، قبل هذا التاريخ كانت لهم عباراتهم التي يتسلون بها، وكانت عندهم جدارياتهم وتحدياتهم، لكن الأمر تغير كثيراً بعد أن فقدوا ما كانوا يظنون أنهم الأفضل به، فصار الاحتقان ديدنهم، ورمي التهم أسلوبهم، واختلاق الإنجازات الوهمية طريقتهم، تلك الظهيرة الجميلة غيرت كل شيء.