مها محمد الشريف
أكد وزير المالية ووزير الاقتصاد والتخطيط المكلّف محمد الجدعان، على أهمية اتخاذ إجراءات تستهدف حماية اقتصاد المملكة لتجاوز أزمة جائحة كورونا العالمية غير المسبوقة وتداعياتها المالية والاقتصادية بأقل الأضرار الممكنة، بأنه قد تقرر إيقاف بدل غلاء المعيشة بدءًا من يونيو المقبل، ورفع نسبة ضريبة القيمة المضافة من 5 % إلى 15 % بدءًا من يوليو.
فكل شعب له إرادة وعزيمة يؤمن بأهمية التكاتف الذي يترجم إدراك التأثيرات الخارجية، والتغييرات الداخلية، وذلك بفضل التنشئة الاجتماعية والمعايير الثقافية وتعزيز خيارات السلوك المقبول مثل حب الوطن وطاعة ولي الأمر وتتسم هذه الطرائق المنهجية كنتاج للتربية والتأثير في أسلوب التفكير.
ويثير ذلك شعوراً محورياً يتعلق مباشرة بالهدف من ارتباط الشعب والقيادة بروح الوطن، حيث أصبح من الواضح جداً أن العلاقة قوية ومتينة أكبر من تداعيات أي أزمة اقتصادية فالدولة قدمت الإنسان على الاقتصاد وجعلته الأولوية القصوى وسخرت له الجهود كافة لحمايته من الجائحة التي انتشرت في العالم، فالمملكة مثال ونموذج يحتذى به في الغرب والشرق فقد تكبدت تكاليف هائلة لسلامة مواطنيها في الداخل والخارج، وتوفير الاحتياجات الأساسية كافة لهم.
أثبتت الأزمات صلابة اقتصاد المملكة التي مرت عليها خلال السنوات والعقود الماضية، إلا أن الحكومة ظلت ملتزمة بالوفاء بالتزاماتها الأساسية وتوفير الحياة الكريمة للمواطن والمقيم، وليست هذه فقط هي الملامح أو الظواهر التي تؤكد متانة العلاقة بين الاقتصاد والمجتمع، إذ إن هناك مضامين أكبر بين الوطن والمواطن، لكننا لم نتطرق إليها، إذ إن هناك الكثير من التأثيرات الاجتماعية، فجميع الموظفين الحكوميين وفرت لهم في هذه الجائحة كل السبل لكي يقوموا بأعمالهم عن بُعد مع تأمين كل احتياجاتهم الأساسية وصرف مستحقاتهم من رواتب وبدلات شهرياً بالرغم من عدم ذهابهم لأعمالهم، وذلك الالتزام انعكس على إنجازات المواطن وعمله مما يؤكد كفاءته وقدرته وبراعته، والإيمان في قرارة نفسه بتقديم الوطن على نفسه وذلك في الغالب الأعم.
لذا حين صدرت القرارات كان توقير الوطن وتبجيل القيادة في مقدمة ردة الفعل، وتولد لدى الناس إحساس ذاتي بالاعتداد بالقيادة وبالحق المطلق لدولة جعلت الإنسان أولاً، فقد وضع فيروس كورونا المستجد، اقتصاد العالم برمته أمام تحد حقيقي، فدعونا نعرج إلى المستوى العالمي. ثمة قصص كبيرة ومرعبة قال عنها خبراء اقتصاد على مستوى العالم، إذ يتوقعون أن تبلغ حجم الخسائر التي سيتكبدها الاقتصاد العالمي بسبب جائحة كورونا بنحو 5 تريليونات دولار، ووفقاً لوكالة «بلومبرغ»، فالعالم يدخل في أكبر ركود اقتصادي في فترة السلم منذ الثلاثينيات، حيث إن العديد من الحكومات أمرت الشركات خاصة بتعليق أنشطتها، كما أوعزت للناس بالبقاء في منازلهم».
وفي هذا الصدد، فإن أزمة كورونا أظهرت تداعياتها غير المسبوقة الأثر الأكثر عمقاً وهو التصرف العام للشعب متمثلاً في حبه وولائه وإخلاصه لوطنه وقيادته، وقامت الدولة في ظل قيادتنا الحكيمة بتوفير سبل الراحة والحفاظ على الصحة العامة بإجراءات استباقية خففت كثيراً من آثار وتداعيات الأزمة وقدمت نموذجاً يحتذى به في إدارة الأزمات بكل اقتدار.