إيمان حمود الشمري
لا شك أن الكثير منا لجأ لطرق تسلية متنوعة فرضتها ظروف المنع المنزلي كقراءة الكتب ومشاهدة الأفلام وغيرها من طرق الترفيه المتوفرة في البيوت لقطع الساعات الطويلة والتسلية والابتعاد قليلاً عن أجواء الوباء المحتقنة.
استوقفني هذا الفيلم كعنوان شيق، وزاد من تشويقي لمشاهدته الكم الهائل من التعليقات الإيجابية عليه قبل مشاهدتي له دون أن تلمح عيني تعليقاً سلبياً واحداً.
تحمست وقررت مشاهدته وصدمت بعد أن شاهدت الفيلم بكمية الثغرات والتساؤلات البديهية التي كانت تدور في ذهني طوال عرض المشاهد دون أن أجد أي إجابة لها! فقد بدا لي ركيكاً يستنزف المشاعر دون أيّ منطق، غابت الحبكة الدرامية وضاعت الفكرة في سلسلة أحداث تائهة غير متقنة تلعب على وتر المشاعر دون أن تسمح للعقل بالتدخل. وبدأت أتساءل ما الذي شد الناس لهذا الفيلم المصنوع بأدوات سينمائية قليلة الكلفة لإجبارك على البكاء والضغط على مشاعرك واستفزازك في غياب كلي للعقل..؟
لم يستطع المخرج أن يوقعني في شباك النزف العاطفي المصطنع الذي استدرج فيه المُشاهد، وربما لأنني شخصية واقعية جداً ومنطقية لأبعد حد، لم أجد وقتاً لذرف الدموع لأن عقلي كان يعمل طوال الوقت بطرح الأسئلة البديهية. أكثر من علامة استفهام زاحمتني ومنعتني من البكاء وجعلتني غاضبة ومستفزة أكثر من حزينة، إذ إن العواطف والظلم والاستغلال لا تبكيني إن غابت المصداقية عن المشهد، لذا كان من الصعب جداً خداعي في هذا الفيلم.
لماذا يتم الحكم بالإعدام على مجنون دون تدخل الطب النفسي في تكتيم لم يتكلف كثيراً المخرج في تبريره؟ كيف يتزوج مجنون وينجب علماً بأن إدراكه العقلي بعمر إدراك ابنته التي تبلغ من العمر سبع سنوات تقريباً؟.. كيف يتم قتل الشاهد الوحيد دون أيّ استجواب أو تحرك من أيّ سلطة؟.. كيف يسمح لطفلة بزيارة أبيها السجين في عربة الأكل داخل زنزانة تعج بالمجرمين والمساجين لأكثر من مرة؟.. كيف يتم شنق شخص بديل مقابل تهريب السجين البريء كنوع من المساعدة أو المجازفة غير المحسوبة في حين أن المنطق يقول كان الأولى إثبات براءته والدفاع عن حقه وإطلاق سراحه بطريقة مشروعة بدلاً من تعريض حياته لخطر أكبر بتهريبه؟.. أين المعجزة التي حدثت في الزنزانة؟
كلها علامات استفهام لا يهمها الجواب فيلم (معجزة في الزنزانة 7) لأن الفيلم باختصار شديد لم يحترم عقل المشاهد الواعي.