د.عبدالعزيز الجار الله
اليمن منذ تاريخه الحديث -وازداد في التاريخ المعاصر زمن الحوثيين- وهو يفتح حدوده الجنوبية والغربية عبر مضيق باب المندب، والبحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب، للمتسللين والمهاجرين والمخربين والإرهابيين وجماعات المخدرات والمتاجرين بالبشر من شرقي إفريقيا، وبحر عمان، ومن دول المحيط الهندي، الذين يأتون عبر شمال اليمن في نقاط عدة، أبرزها صعدة.
كان اليمن خلال سنوات عدة يبتز دول الخليج والسعودية بالمتسللين والمهاجرين من شرقي إفريقيا ومن المحيط الهندي. وتستعمل حكومات اليمن هذا الضغط والابتزاز مقابل مبالغ مالية، وتفاهمات سياسية بين القبائل والمذاهب المتناحرة، لكن الجماعات الحوثية بمعاونة إيرانية استخدمت هذا السلاح بهدف إيذاء السعودية والخليج، وخلق مشكلة ديموغرافية سكانية داخل السعودية والخليج بإغراق مدن ومحافظات السعودية بالمتسللين الأفارقة والآسيويين الذين دخلوا المملكة بواسطة التسلل والتهريب رجالاً ونساء وأطفالاً؛ لخلق خلل في التوازن والتركيبة السكانية، ونشر الجريمة والمخدرات، وتدمير نظام الإقامة القانونية.
الجماعة الحوثية تستفيد من هذا العمل بأهداف عدة، منها:
- خلق المشاكل للنظام السكاني في السعودية.
- محاولة ابتزاز السعودية عبر القبائل اليمنية بالسماح أو وقف التسلل.
- التحصل على تمويل إيراني مالي لإتمام هذه الصفقات.
- قيام الحوثي وعصابة الاتجار بالبشر الحوثية بالقبض المالي من جماعات التهريب لتنفيذ العمليات.
- يتولى الحوثي تأمين مسار المتسللين في الأراضي اليمنية من السواحل الغربية والجنوبية إلى الحدود السعودية الجنوبية عبر جبال صعدة أو سواحل الحديدة أو رمال الربع الخالي للتسلل ليلاً للأراضي السعودية.
هذا سلاح يحاول الحوثي أن يستغله كسلاح حرب ضد التحالف، وخلق مشاكل بين السعودية ودول الخليج، والمنظمات الدولية غير الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان.
اليمن الحوثي وإيران تعملان دائمًا على استثارة هذه المنظمات بنقل أطفال ونساء ومرضى على جانب الحدود، وتصوير دول الخليج على أنها لا تتعاون في الجانب الإنساني. وهذه الخطوات من اليمن الحوثي هي خطوات عدوانية، وممارسة عسكرية لتحويل المدنيين إلى دروع بشرية، وأدوات حرب لإحداث خلل وضغط من الرأي العالمي للخروج بمكاسب عسكرية.