علي الخزيم
مفزع ما تفعله عصابات الحوثي باليمن الشقيق ضد المواطنين من تعسف وجور ومنع لوصول المساعدات للمحتاجين منهم؛ وممارسات العصابة تجاه من أصيبوا بفيروس كورونا وحجرهم وحبسهم بأحواش وزرائب للبهائم وفي ظروف غير إنسانية لا تليق بإخوانهم وبني جلدتهم ولا بأي كائن حي ولاسيما في الشهر الكريم الذي هو أدعى للعمل الإنساني والخيري؛ غير أن هذه العصابات المجرمة المتسلطة تريد -وكما هو أسلوبها بالتقية- التغطية عن حجم الإصابات الفيروسية ومدى تقصيرها في مكافحة الوباء؛ كل هذا يعني فضح وكشف تدني إمكانات زعمائهم وعجزهم بشؤون الحكم والإدارة، وافتقارهم للدراية والمعرفة بأصول إدارة الازمات، كما يفضح مخططاتهم منذ أن صارت لهم يد ظالمة بشؤون البلاد وتحكمت بالمؤسسات الحكومية، وأسرفت بنهب الأموال والعقار والأراضي والاستحواذ على كافة المناصب وملئها بمن يَتَسَمَّون بالطائفية الزائفة فالهاشمية منهم براء، حتى تجرأوا على فصل كل من لا ينتمي لعصاباتهم وتوظيف ذويهم والمقربين، ثم عَيَّنوا عناصرهم بالوظائف الرئيسة دون اعتبارات للتأهيل والخبرات وأنظمة العمل؛ حيث بلغت الأحوال مواقف كوميدية تدل على تخلفهم الفكري والإداري كترفيع بعض عناصرهم بوزارة الداخلية من رتبة جندي إلى رتبة لواء كأعلى رتبة ممكنة.
هذا التفكير -وحاشى ان يُسمَّى فكراً- هو امتداد لجرائم كافة العصابات المتخلفة التي تمارس الإجرام باسم التشيّع، وليس كل من اعتنق الفكر الشيعي بمجرم؛ بل إن منهم العقلاء المفكرين المعتدلين العادلين؛ والمنكرين لأعمال تلك العصابات، فلو تتبّع الباحث حركات هذه العصابات التي تعادي الإسلام والعرب لوجد أنها تمتد على سبيل المثال من (مزدك) إلى حركة (بابَك الخُرَّمي) الفارسية؛ مروراً بحركة الخميني المشئومة، وحركة الهمجي الحوثي عميل الخمينية باليمن، فمن أشهر تلك الفرق الضالة التي وجدت أرضية خصبة بفارس ما يسمى المذهب المزدكي الإباحي وأسسه مزدك الفارسي وانتشر في عهد كسرى قباذ؛ ويقوم على إباحة كل المحرمات وشيوع الأموال والأعراض بين الناس دون ضابط، وظهرت فرقة طاغية خلال الدولة الإسلامية العباسية في خلافة المأمون على يد (بابَك الخُرَّمي) وكان مجرماً نشطاً فرأى فيه رئيس الإباحيين آنذاك بجبال (البَذّ) على الحدود الإيرانية الأذرية القدرة على خلافته؛ فلما تولى بابَك الأمر أحدث بنهج الجماعة الفاسقة أموراً لم تكن موجودة من قبل شَكّلت انقلابا شاملاً فأحدث حركة الدعوة لما يسميه بالمذهب وذلك بالقتل والتنكيل والاغتصاب والمثلة والتوسع بالحروب لنشر فساده.وهكذا كانت حركة الخميني بطهران على نحو من هذا النهج الإجرامي، ولم تحقق للشعب الإيراني المظلوم أي نتاج مما كان يَعِد به هو وعصاباته، بل لم يَجْنِ هذا الشعب المسكين غير القتل والظلم والتجويع على حساب مفاهيم تصدير الثورة العنصرية الهمجية المتخلفة، وتبددت تلك الوعود الثورية الكاذبة بمزيد من الحريات بالسياسة والاقتصاد وغيرها، فلم يجد المواطن سوى الحرس الثوري الذي يتابع كل خطواته وأنفاسه ويُنكِّل به، ثم يأتي الوضيع الحوثي مُدَّعياً الشرف والولاية ليمارس ذات الأباطيل والمزاعم والتقية ويهين اليمن وشعبه الذي كان يُسَمَّى باليمن السعيد.