الرياض - عيسى الحكمي:
أكد المهندس سلمان النمشان المراقب الدولي للمباريات في الاتحاد الدولي والآسيوي رئيس لجنة مراقبي المباريات في المملكة أهمية استمرار صيانة الملاعب خلال فترة تعليق النشاط الرياضي حاليًا؛ لتكون جاهزة عند العودة.
وقال في حديث خاص لـ«الجزيرة»: بالتأكيد هذا أمر مهم، وبالتأكيد إن وزارة الرياضة من خلال المسؤولين في الإدارة الهندسية والشؤون الفنية للملاعب يدركون أهمية ذلك؛ فالعشب كائن حي، وأُشبِّهه «بالطفل» الذي يحتاج إلى رعاية مستمرة، وإذا أُهملت أرضية الملعب فترة طويلة قد تضطر للبدء من الصفر لإعادة التأهيل.
وامتدح النمشان الخبرات السعودية الشابة في المجال قائلاً: «فخور بشبابنا الذين تخطونا في الخبرة، وأصبحوا خبراء بفضل الله، ثم بفضل تجاوزهم تحديات كبيرة في المناسبات السابقة، ونجحوا بامتياز، وقدموا عملاً جبارًا في وقت قياسي، أبهر العالم الذي حضر وشاهد القدرات السعودية في تنظيم المناسبات الرياضية».
دور مسؤول معدات الملاعب
وشدَّد النمشان على أهمية قيام الأندية السعودية بتفعيل دور مسؤول معدات الملاعب بشكل أوسع للمحافظة على اللاعب، وحمايته في المباريات من إصابات الملاعب.
وأوضح الخبير النمشان أن دور مسؤول معدات الملاعب لا يقتصر على تجهيز محتويات غرفة الملابس قبل المباريات أو التدريبات فقط، بل يتعداه لمعرفة ظروف الملعب قبل المباريات بوقت كافٍ، وليس قبل نصف ساعة من انطلاقتها.
وأضاف: الأندية الكورية واليابانية والصينية عندما تلعب أمام أنديتنا ترسل فريقًا من المسؤولين عن معدات الملاعب قبل شهرين من المباراة لفحص الملعب، ومعرفة التفاصيل، كالري وطول العشب، ثم يعودون قبل أسبوعين لتطبيق المعايير نفسها. وأيضًا يحضرون قبل المباراة بيوم، وفي يوم المباراة؛ ليتم التأكد من رش الملعب بالماء بالمقادير نفسها.
وأوضح أنه من خلال خبرته وعمله التخصصي لاحظ عدم اهتمام مسؤولي المعدات بهذا الجانب رغم أهميته. مضيفًا: «عندما تُمنح الفِرق 30 دقيقة قبل المباراة للوجود في الملعب فليس ذلك بغرض التسخين، ولكن ليتعود اللاعب على حساسية الملعب، وأخذ الحذاء المناسب الذي يساعده أثناء المباراة. ومسؤول المعدات يجب عليه الاهتمام بهذا الجانب، وإبلاغ اللاعبين قبل المباريات بوقت كاف، وليس في يوم المباراة».
وواصل النمشان: الرياضة أصبحت صناعة، ولم تعد تقتصر على الجانب الفني فقط، بل يجب إعداد اللاعب من جميع النواحي، بما فيها ظروف المباراة. فالمدرب والإدارة يقومون بأدوارهم، وباقي الأجهزة تقوم بأدوارها، وكل في اختصاصه؛ لتكتمل المنظومة.
الملاعب ليست شماعة
ولفت النظر إلى أن بعض مسؤولي الأندية بعد بعض المباريات يصفون الملعب بالسيئ، وقال: «البعض ينتقد الملعب بعد المباراة، ويعلق شماعة النتيجة عليه. أين كانوا قبل المباراة؟ يجب على معد اللاعب الحضور للملعب، وكذلك اللاعبون والمدرب بإمكانهم الحضور، ومعاينة الملعب ولو بالمشي، وهو من البروتوكولات المسموح بها قبل المباريات؛ ليكتسب اللاعب الحساسية والتعامل مع الملعب».
الطبيعي أفضل لملاعبنا
وأشار المهندس سلمان إلى أن نوعية العشب في الملاعب السعودية هي «الصيفي» عدا 4 أشهر من العام، منها شهر ونصف الشهر، يكون الطقس فيها باردًا، وشهران ونصف الشهر قارس البرودة. وخلال هذه الفترة، وتحديدا في نوفمبر، يتم زراعة بذرة شتوية للمحافظة على اللون، وتحمُّل البرودة. وأيضًا خلال هذه الفترة يجب على مسؤولي معدات الملاعب زيارة الملاعب، والتعرُّف على الظروف قبل المباريات بوقت كافٍ؛ لأن معدات الملاعب تختلف باختلاف طبيعة عشبة الملعب.
وتابع: نوعية أرضية الملعب يتحكم فيها ظروف عدة. وفي المملكة، بحكم المساحة الكبيرة، واختلاف معدلات الطقس المائل بين المعتدل والصيفي، تكون الزراعة الصيفية هي السائدة. وليكون الملعب جاهزًا 100 % يحتاج إلى 45 يومًا من أعمال الزراعة والقص حتى يصبح طول العشب متطابقًا مع المقاسات.
وحول استخدام العشب الصناعي في الملاعب السعودية قال: العشب الصناعي إذا طابق مواصفات الاتحاد الدولي فهو أفضل وأوفر اقتصاديًّا، لكن هناك ملاحظات، أهمها ظروف الطقس المتقلبة في المملكة من حرارة وموجات غبار مفاجئة أحيانًا. هنا تحتاج العشبة الصناعية إلى أنظمة تلطيف الحرارة، وتوافُر مكائن لتنظيف الغبار لحماية اللاعب؛ لذلك أعتقد أنه لا يناسب ملاعبنا رغم جدواه الاقتصادية. وهو أفضل للملاعب الأوروبية.
وبيَّن أن البروتوكولات تمنح الفرق ساعتين للتدريب على الملاعب الصناعية قبل المباريات، وساعة على ملاعب العشب الطبيعي. ويتفوق العشب الصناعي بتحمله اللعب 6 أيام في الأسبوع مقابل 15 ساعة في الأسبوع للطبيعي.
ومن خلال مروره بالكثير من الملاعب ذكر أن ملعب برشلونة «الكامب نو» لا يُسمح فيه للاعبين إلا بمدة ساعة عشية المباراة، وعدا ذلك الفريق الكاتالوني يتدرب على الملاعب الموجودة في المرفق؛ لأنها بالمواصفات نفسها. كما امتدح ملعب النجم الساحلي التونسي بوصفه واحدًا من أفضل الملاعب على مستوى الكرة الأرضية.