ليالي رمضان ليست كبقية الليالي المعتادة، كل ليلة من لياليه مضيئة، عامرة بفضائل الله ورحماته، وخصها بتنزيل الرحمات والبركات وتُفَتح فيها أبواب الجنان، والسعيد من اغتنمها، وعمل وقدم وبادر بالأعمال التي تُقرِّب إلى الله زلفى، واغتنم الأجر والثواب المضاعف فيها، لأن ليلة من لياليه خير من عبادة ألف شهر، ألا وهي ليلة القدر، قال عنها النبي الكريم، «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه».
فاغتنم أخي المسلم هذه الأوقات وهذه السويعات المباركة وخاصةً وقت السحر، بالدعاء المبارك الذي تعلمناه من نبينا الكريم، لأن رمضان شهر الدعاء والاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله.
قال تعالى: وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون . وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون .
جعلني ربي وإياكم من الذين يسعون ويجتهدون لطلب المغانم من رب السماوات والأراضين فخزائنه مليئة، ويداه مبسوطتان للطالبين، لأمور الدنيا والآخرة.
ندعوك ربنا أن تذهب ما حل بنا من وباء كورونا، هذه الجائحة الخطيرة، التي أربكت العالم أجمع، حيث عمدت بعض الحكومات لتغيير الخطط والاستراتيجيات لمواكبة هذا الظرف القاهر، الذي أَلمَّ بنا.
اللهم نسألك أن تصرف هذا الداء عنا وعن بلادنا وعن بلاد المسلمين.
كما نعلم أن شهر رمضان المبارك، هو شهر القرآن وتلاوته، فقد كان جبريل عليه السلام يلقى النبي صلوات ربي وسلامه عليه، في كل ليلة ويدارسه القرآن، فعلينا باغتنام هذه الفرصة الرمضانية، بقراءة القرآن، آناء الليل وأطراف النهار ليكون شفيعًا لنا يوم القيامة، يقول الصادق الكريم- عليه الصلاة والسلام-: (الصيام والقرآن يُشفّعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فيشفعان).
فليالي رمضان هذه السنة ليست مثل السنوات الماضية، أي نعم حرَمَتنا هذه الجائحة من علاقاتنا الاجتماعية والعائلية والترابط السنوي، الذي كانت تقضيه الأسر فيما بينها، إلا أننا سعدنا بقيام بعض من مراكز التدريب، ومراكز الأحياء، بعقد دورات عن بعد، عالية المستوى بل بعضها واكب الحدث الذي نحن فيه، وبل قيام بعض من المدربين وأساتذة الجامعات، بعقد وعمل دورات تدريبية لأفراد المجتمع، ولم تقتصر على الأبناء، بل تعدت لتشمل الآباء والأمهات، وبشهادات موثقة حضورية وبالمجان.
نشكر كل من ساهم وسعى لنشر العلم والمعرفة، وقدم من وقته وجهده لأفراد المجتمع، بهذه الدورات والبرامج التعليمية الإلكترونية.
ونحمد الله أننا بأمن وأمان وصحة وعافية في الأبدان، اللهم أدمها علينا ما دمنا بالحياة باقين.