كل يوم نسمع ونتابع أخبار كورونا حول العالم وأعداد الإصابات والوفيات وعن خروجه عن السيطرة في الكثير من الدول المتقدمة وإعلان خطورته من قبل منظمة الصحة العالمية، فهل وقفت المملكة مكتوفة الأيدي تجاه هذه الجائحة غير المسبوقة؟
منذ بداية هذه الجائحة العالمية وقبل وصولها لمنطقتنا أجرت المملكة العديد من الإجراءات الجريئة والاستباقية لمنع انتشار هذا الفايروس وتفشيه في المجتمع، حيث قررت تعليق الدخول إلى الحرمين الشريفين وتعليق التأشيرات السياحية ومنع التجول التدريجي الذي وصل في بعض المناطق إلى المنع الكامل وإغلاق المحلات والأسواق وتسهيل إجراءات تطبيقات التوصيل المرخصة وضخ التسهيلات الضخمة لوزارة الصحة وتوفير جميع الأموال لتجهيز المستشفيات والحصول على أحدث المعدات والأجهزة وإنشاء المستشفيات الميدانية والمراكز الإقليمية وتوقيع اتفاقيات مع الصين للاستفادة من خبراتها في مواجهة (الفايروس).وقامت بدعم القطاع الخاص وتحملت ستين في المائة من رواتب السعوديين بالقطاع الخاص.
وكل هذه الجهود ما هي إلا جزء بسيط مما قامت به المملكة تجاه شعبها للحفاظ على صحتهم بالمقام الأول، ثم يلي ذلك الاقتصاد، حيث أولى الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان منذ بداية الأزمة الأولوية القصوى للمواطن وصحته وبذلوا الغالي والنفيس للحفاظ عليها، وهذا إن دل فإنما يدل على اللحمة القوية بين القيادة والشعب وحكمة القيادة في إدارة هذه الأزمة.
وقد أشادت دول العالم بجهود المملكة العظيمة في التصدي لهذه الجائحة عبر الإجراءات المتخذة داخليا وعبر طلبها انعقاد اجتماع برئاستها لقمة دول أقوى اقتصادات العالم (G20) الذي ساهم في ترتيب أولويات جميع حكومات العالم نحو صحة الإنسان حيث بادرت وتكفلت بالعلاج المجاني للمواطن والمقيم وإن كان مخالفا لنظام الإقامة وتبرعت لمنظمة الصحة العالمية ووفرت المعدات واللوازم الطبية لبعض الدول العربية كاليمن وفلسطين.
وخلف هذه الجهود العظيمة متابعة متواصلة وعمل دؤوب من قائد عظيم يواصل الليل بالنهار لمتابعة جميع المتطلبات لتجاوز هذه الأزمة بأفضل السيناريوهات وأقلها ضررا على المواطن السعودي والمقيم على هذه الأرض الطاهرة، وهذه الجائحة ستمضي بإذن الله وسنخرج منها أقوى وسنروي للأجيال القادمة الإنجازات التي قامت بها المملكة.