سهوب بغدادي
في هذا الشهر الفضيل يجتهد المسلمون في جميع أقطاب العالم لفعل الخيرات والبذل والعطاء، وعلى وجه الخصوص عن طريق الإطعام، وتفطير الصائمين؛ لما لهذا الفعل من الأجر الوفير -بإذن الله تعالى-. ففي الوقت الذي اعتاد فيه العديد من الأسر إهداء الجيران أطباقًا متنوعة من الأكلات الرمضانية على مائدة الإفطار العامرة على الدوام -بفضل من الرزاق - تبرز لنا ناحية تطبيق الإجراءات الاحترازية والمعايير الوقائية لمنع تفشي فيروس كورونا دون قصد. في حين أخصص حيزًا من مقالي لطرح وضع ثلاجات حفظ الطعام والنعمة أو الفائض من الطعام. باعتقادي إنها تشكل مصدرًا محتملاً للخطر في ظل الأزمة الصحية الراهنة. لطالما أعجبت بفكرة ثلاجات حفظ النعمة لتجنب رمي الطعام، إضافة إلى كونها وجهًا من أوجه التكافل الاجتماعي، إلا أن الوضع الراهن يحتم علينا جميعًا الالتزام بسياسة عطاء موحدة متسمة بتفعيل أبرز سبل الوقاية من العدوى لكيلا يتحول العطاء من نعمة إلى نقمة -لا قدر الله-. على سبيل المثال: يمكننا حصر الأطعمة التي توضع داخل هذه الثلاجات، كالمعلبات والأطعمة المغلفة بإحكام تام، نظرًا إلى أن الطعام المنزلي قد يتعرض للتلوث من الشخص الذي طها الطعام، أو الذي وضعه في الثلاجة، أو من الأشخاص الذين يترددون على تلك الثلاجات -أغناهم الله من فضله-. كما أورد العديد من الأشخاص أن ثلاجات حفظ النعمة تسبب الازدحام في رقعة ضيقة؛ وهو ما يخالف معيار التباعد الاجتماعي الرامي للوقاية والحد من انتشار الفيروس المستجد.
من هذا الموطن أحثُّ وزارة الصحة على توجيه الجهات المختصة بمراعاة وتطبيق إجراءات الوقاية من الوباء، سواء كان ذلك في ماهية الطعام، وطريقة تغليفه، أو بتنظيم وجود مرتادي هذه الأماكن.