د.نايف الحمد
من يتابع المشهد الإعلامي للكرة السعودية في الفترة الأخيرة وخاصة بعد تحقيق الهلال للبطولة الآسيوية السابعة في تاريخه يصاب بالذهول !!
الجميع يلحظ شدة التنافس بين أنديتنا وخاصة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ومحاولة كل طرف أن يتميز بخاصية أو بطولة أو منجز يتفاخر به أنصاره ويجعلون منه معياراً للتفوق على الآخر، وهذا أمر طبيعي في عالم كرة القدم، فجماهير أي فريق لن تُسلّم بسهولة، وستجد ما تتحدث به عن فريقها وتُفاخر به، وقد يكون هذا من ملح كرة القدم وإثارتها المقبولة، سواءً كان ذلك في أوساط الإعلام أو الجماهير عبر السوشيل ميديا.
ما يلفت النظر ويضع علامات الاستغراب حتى الدهشة أن يقوم بعض المنتسبين للإعلام بمحاولة طمس التاريخ وتشويهه، وتزييف الحقائق والتشويش على الجماهير الرياضية، وخاصة ذلك الجيل الناشئ، مستغلين شغف هذه الجماهير بكرة القدم وحماسهم لفرقهم ودفاعهم عنها بهدف أن تكون هي الأفضل !!
لا ألوم هؤلاء المشجعين الذين وجدوا من بعض الإعلاميين من قدّم لهم هذه المعلومات بوصفها حقائق.. بل وطالبهم بنشرها واعتمادها دون خجل أو حياء، رغم علمهم أنهم يقومون بعمل غير مهني وغير أخلاقي !!
الأمثلة على هؤلاء كثيرة جداً ولا يمكن حصرها، حتى أصبحنا لا نستغرب أن نرى أو نسمع من ينتهج هذا الأسلوب في أغلب البرامج والصحف بطريقة مقيتة وتجاوز فاضح !!
لا أعتقد حقيقة أننا كسعوديين نقبل أن يُظهرنا هؤلاء أمام العالم بهذا الشكل، فمجتمعنا بحمد الله فيه من الصدق والأمانة ما يردع الشخص عن ارتكاب مثل هذه الأفعال، ولا أعرف كيف وصل بهم الحال لهذا المستنقع !!
أحدهم كان صحفيًا يرصد بطولات ناديه وتاريخه وينقل أخباره ويقدم تقارير موثقة من مركز صناعة القرار، ويأتي الآن ليتنكر لكل هذا !! وآخر يقتطع جزءًا من حديث شيخ الرياضيين / عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- في حديثه عن تأسيس نادي الموظفين وينسبه لتأسيس نادي الهلال، والأمر لا يحتاج سوى للاستماع للمقطع كاملاً لكشف الحقيقة !!
يتنكرون لتصريحات الرمز الراحل الأمير / عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- الذي تحدث فيها عن بطولات ناديه وكذلك البطولات السعودية التي أقيمت على مستوى المملكة.
السؤال الذي يتبادر للذهن، ما الذي جعلهم يظهرون بهذا الوجه المتناقض.. خاصة أن أي عارف بتاريخ رياضتنا وبسهولة تامة يستطيع الوصول للحقيقة دون الكثير من العناء.
هنا أوجه دعوة صادقة أخص بها العقلاء من الإعلاميين والمسؤولين عن الأندية أن يكونوا صادقين مع أنفسهم أولاً، وألا يعزفوا على وتر اللعب على عواطف الجماهير.. عليهم أن يكونوا صادقين مع هذه الجماهير التي ضللها البعض، فالحقيقة ستظهر ولو بعد حين !!
بدون أدنى شك أن المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على مسيري الكرة السعودية في وقف هذا العبث من خلال عمل مهني وشفاف ونزيه، فالحقيقة وإن غضب البعض منها، إلّا أنها هي السلاح الذي يجب أن نحتكم إليه لحل خلافاتنا، لا تلفيق الأدلة وتشويه التاريخ !! ونحن بحمدالله لا تنقصنا الكوادر المؤهلة لهذا العمل شريطة أن نحسن الاختيار.
علينا أن نسرع الخطى حتى نستفيد من كبار المؤرخين -أطال الله في أعمارهم-.
أسأل الله أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.