م. بدر بن ناصر الحمدان
في رحلة الحياة حتمًا ستواجه محطات من الإخفاق، والفقدان، أو ضياع حلم، ولربما مسارات لم تكتمل، قد تتوقف بك في منتصف الطريق. هذه الرحلة الطويلة تحتاج لتوازن داخلي، يمكِّنك من التعايش مع ذاتك، والإيمان بما أنت عليه، وأن تكون مستعدًّا لتقبُّل الخسارة، والمواصلة حتى خط النهاية.
عندما كنتُ صغيرًا كانت أحلامي وطموحاتي تتجاوزني بمسافات طويلة. كانت أكبر بكثير مما يمكن تحقيقه. وبالرغم من ذلك لم أسمح لنفسي بالتنازل عن شيء منها مهما كلفني الأمر. لقد كان بداخلي «شغف» لا يمكن وصفه نحو الذهاب بعيدًا، بعيدًا جدًّا؛ فلم أكن في يوم من الأيام مقتنعًا أو راضيًا عن كل ما خسرته أو حققته أو وصلت إليه. ثمة شيء كان يقودني إلى التفكير فيما هو أبعد مدى، ولا يسمح لي هو الآخر بأن أتوقف أبدًا.
في مرحلة ما فاجأتني الحياة. كانت الظروف أقوى بكثير من المضي قُدمًا بحجم تلك الآمال والطموحات التي كنت أحملها منذ كنت يافعًا. وجدت نفسي في نزال من العيار الثقيل مع نفسي أولاً، ومع ما كان يحيط بي من تحديات، بدأت ولم تنتهِ. كسبت جزءًا من ذلك النزال، وخسرت ما تبقى منه. حينها قررت التنازل عن أشياء كثيرة، وأدفنها بداخلي من أجل البقاء «مفعمًا بالحياة».
لكل من خذلتهم الرحلة في منتصف الطريق: إياكم أن تتوقفوا، أحرقوا مراكب العودة، وتخلصوا من كل أحلامكم التي لم تتحقق، واستبدلوها بأخرى أكثر «حياة»، وواصلوا إلى خط النهاية. ثمة بدايات متأخرة، ولكنها أشد «شغفًا».
تأكدوا أنه لم يفت الأوان بعد.