بنظرة متأنية وبعد عدة أيام من صدور أمر خادم الحرمين الشريفين برفع منع التجول جزئياً في جميع مناطق المملكة، والذي أتى انطلاقاً مما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيَّده الله- من حرص بالغ على صحة المواطنين والمقيمين وسلامتهم، وبناءً على ما رفعته الجهات الصحية المختصة بشأن الإجراءات التي اتخذتها المملكة في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وإمكانية التحوّل لمنع التجول الجزئي وعودة بعض النشاطات الاقتصادية بالضوابط الصحية، ورغبةً منه -أيَّده الله- في التخفيف عن المواطنين والمقيمين.
فإنه مما لا شك فيه أن من مميزات إدارة الأزمات والكوارث أهمية عامل الوقت وسرعة اتخاذ القرار والمرونة في تنفيذ الخطط وعدم التقيد بالروتين والإجراءات الاعتيادية ويأتي ذلك في وقت قصير مع شح المعلومات نسبياً إلا أن ما يتوفر من معلومات لدى القائد ومن يراقب المشهد من القمة ليس كمثل من هو على السفح ولأن هذه القرارات تعتمد على العديد من العناصر الواجب مراعاتها قبل اتخاذها، كما أن الجوائح تحكمها خطوط عريضة في التعامل معها للحفاظ على رتم وتناغم الجهود الأممية.
ومن هذه العوامل.. الصحية والاقتصادية والسياسية والإنسانية والاجتماعية والنفسية وكل منها له وزن محدد في معادلة شديدة التعقيد لتحديد الإجراءات الواجب تبنيها وأولوياتها على ضوء المتغيّرات على أرض الواقع. ومن المؤكد أن حكومتنا الرشيدة أولت صحة المواطن جلَّ اهتمامها والوزن الأكبر في هذه المعادلة، وانطلاقاً من شريعتنا السمحة والعرف والمنطق والتي تحثنا في أوقات الملمات والجوائح بالتكاتف والوقوف صفاً واحداً مع قيادتنا والثقة في قراراتها والوقوف وراءها بعيداً عن الاجتهادات والتحليلات التنظيرية.
ولو أخذنا في هذا المقال الجانب الاجتماعي بما يشمله من جوانب عديدة منها التقسيم الطبقي والحراك الاجتماعي والدين والقانون والجنس والانحراف. نظرًا لتفاعله مع جميع مجالات النشاط البشري وتأثيره على المجتمع بكل مكوناته مواطن ومقيم وآثار الحظر عليهم ومكوثهم في منازلهم والفراغ المحيط بهم وأغلبهم في سن الشباب ماذا ستكون ردة فعلهم وكل من بيئة مختلفة وسلوكيات متباينة؟! أترك للقارئ الفطن الإبحار فيما يمكن أن يحدث.