فهد بن جليد
تجربة تغليف الطلبات أثناء توصيلها الآن مع احتياطات (كورونا) يجب أن تستمر، ربما الأمر بحاجة لتنظيم مُحدَّد لمنع الاجتهادات المُتفاوتة بعد انتهاء الأزمة، لفرض مسطرة مُحدَّدة للمطاعم والمقاهي لكيفية تغليف الطلبات الخارجية خصوصاً التي يتم إيصالها عبر تطبيقات التوصيل المُختلفة، وقد كتبت في هذا الموضوع سابقاً مع زيادة الاعتماد على (تطبيقات التوصيل) لطلبات الوجبات والمشروبات من المطاعم والمقاهي- خصوصاً تلك التي لا يتم إغلاقها بإحكام- والمُعرَّضة للفتح أو اللمس أو التذوّق. دور برامج التطبيق وأهميتها اتضح أكثر مع تلبية احتياج الناس وطلبات البيوت والأسر طوال أوقات اليوم وفي مُختلف الظروف التي نعيشها الآن مع (جائحة كورونا)، لذا التنظيم السريع لعمل هذه التطبيقات خطوة إيجابية وجيدة من وزارة التجارة والجهات المُساندة الأخرى، إلاَّ أنَّ ما نتطلع إليه هو تطوير شامل لهذه الخدمة من ناحية تنظيم العلاقة بين كافة الأطراف (التطبيق، مقدّم الخدمة، المحل أو المطعم، المُستفيد منها أو الزبون) لناحية الحقوق والواجبات والأوقات، وضمان الجودة وتدريب وسلامة العاملين والمُنتج كمطلب رئيس، قبل (أزمة كورونا) اقترحت هنا 3 مقالات طالبت فيها بضرورة اشتراط (صندوق مُحكم) يقوم المطعم أو المقهى بإغلاقه بمعرفته للطلبات الخارجية، ولا يمكن فتحه إلا من العميل مباشرة لمرة واحدة فقط، و-راهنت- أنَّك لو خرجت في كل مرَّة لمُشاهدة الطريقة التي يتم بها إحضار (وجبتك) ومن يقوم بإيصالها، والطريقة التي يتم بها حملها أو مراجعة العامل للطلب (بفتحه) والنظر فيه، فأنا مُتأكد أنَّك ستتوقف عن استخدام هذه الخدمة بشكل نهائي حتى يتم إيجاد آلية وضوابط واضحة لها تحفظ حق المُستهلكين، خصوصاً مع الأخبار المُتناقلة وما رصدته أنظمة المُراقبة ووسائل الإعلام من تجاوز من عمَّال التوصيل في مُختلف دول العالم.
ولله الحمد الأمور تتحسَّن لدينا تدريجياً مع الخطوات الأولى لزيادة الرقابة والتنظيم بالاشتراطات الجديدة بسبب (كورونا)، ما نحتاجه هو استمرار تطوير هذه الاشتراطات وزيادتها ووضع مواصفات موحَّدة لها، لتكتمل عملية الرقابة للوجبة مُنذ إعدادها من داخل المطعم بالكاميرات المُقرَّة سابقاً والمربوطة افتراضياً مع البلديات، إضافة للإغلاق المُحكم للوجبات الذي يحفظها من أي عبث أو تلوّث عند توصيلها.
وعلى دروب الخير نلتقي.