د.عبدالعزيز العمر
البطالة لم تعد اليوم مؤشرا اجتماعيا، بل أصبحت أيضاً مؤشرا سياسيا يقرر مصيركل من يدخل حلبة أي سباق رئاسي. فمثلا كان مؤشر البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية يقترب من الصفر، وهو ما زاد في حينها من فرص ترشح الرئيس ترمب لفترة رئاسية ثانية. لكن فيروس كورونا قلب ظهر المجن في وجه الرئيس ترمب، وذلك عندما تسبب في رفع نسبة البطالة في أمريكا إلى مستوى قياسي، وهذا ربما يسهم مستقبلا في إضعاف فرص فوز الرئيس بفترة رئاسية ثانية. لكن دعونا نسأل عن العوامل التي تتحكم في نسب البطالة؟ في هذا الشأن دعونا نتجاوز الحديث عن الحروب والكوارث الطبيعية كأحد أهم مسببات البطالة. هناك غالباً ثلاثة أضلاع رئيسية للبطالة، وهي: أولا: الخريج بما يمتلكه من مهارات ومعرفة وقيم وسمات شخصية وذكاء وإرادة، ثانيا: الجامعة بما تنجح في تقديمه لزبائنها من برامج جامعية معتمدة ومميزة تضع خريجها على نقطة البداية الصحيحة للمهنة، وتحدد له معالم الطريق إلى نجاحه المهني، ثالثا: سوق العمل بما تحكمه من سياسات حكيمة وراشدة، وما يتوفر به من برامج تدريب ترتقي بمهارات العاملين في ميدان العمل ليواكبوا مستجدات وتحديات مهنهم. وباعتباري ضمن منسوبي الجامعة، فلا بد لي من القول إن الجامعة قد تكون واجهت ضغطاً اجتماعياً لتقبل أعدادا من الطلاب تفوق طاقتها الاستيعابية، وأخشى أن هذا قد أتى على حساب جودة مخرجاتها.