إيمان حمود الشمري
مبادرة من وزارة الثقافة جاءت بمثابة جرعة أوكسجين في أجواء تكاد تكون خانقة بين أربعة جدران تقضي فيها وحدتك، وكأنها لمسة حانية تربت على كتفك وكأنها تقول لك: لست وحدك. إنها مسابقة تقدم لك قائمة بعدة خيارات بين قصة قصيرة، رواية، يوميات أو نصوص شعرية، كي تفتح شهيتك للكتابة، وتنزع عنك كمامة الوقاية، وتعفيك من استخدام المعقمات لأن المخالطة ستكون بين يدك وأفكارك.
(أدب العزلة) اسم راق يعيد للكتابة هيبتها في عصر الصورة ويعيد للقلم مجده، ويثبت للجميع أن الكلمة ليست أقل تأثيراً من الصورة.
لا يعرف قيمة هذا المتنفس سوى الكُتّاب لأنها أشبه بتمرينات تعفيك من عبء ملء وقت الفراغ، وتجعلك تملؤه بالحبر، وتجعل لديك لياقة فكرية لممارسة الهواية الأجمل لدى محبي الكتابة.
مسابقة تعلمك كيف تأنس بنفسك وتخلو معها، كيف تصبح أكثر ثراءً بها، تضمد ألمك وتعطيك مهدئاً لتستعيد عافيتك وحيويتك بعد أن تقطع أميالاً من البوح. ينساب قلمك بالكتابة وتنقضي الساعات دون أن تشعر بالوحدة، بادرة تجعلك تشتاق للخلوة بنفسك وقد تدمن عليها.
من أين جاءت هذه الفكرة الملهمة؟ وكيف جاءت في وقت الحظر؟ وكيف تم تسميتها بهذا الاسم المميز؟ أسئلة لن يجيب عنها سوى وزير الثقافة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان الذي فاجأنا بها، وتلاها بمفاجآت أخرى بعدة مسارات تحت شعار (الثقافة في العزلة) بتنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة، فكل الشكر لكل من ساهم في هذه المبادرات التي سوف تكشف لنا عن مواهب وإبداعات ظهرت بتوقيت الحجر المنزلي، وتؤكد لنا أن الإبداع يولد من رحم المعاناة.