عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) يعتبر النصراويون يوم 11 رمضان يومًا غير عادي، بل يُعتبر تاريخًا مميزًا، ومن أبرز وأفضل الذكريات، كيف لا والفريق الأول لكرة القدم يحقق بطولة الدوري الأقوى والأكبر والأضخم في تاريخ المسابقة منذ انطلاقتها التي تعود لأكثر من أربعين عامًا. لقد حقق فريق النصر بطولة حملت الاسم الأفخم؛ فقد كان موسمًا استثنائيًّا مثيرًا ومميزًا بالاسم والمسمى، وكان تنافسًا شريفًا شرسًا، انحصر بين قطبي العاصمة بين نصر العالمية وزعيم القارة. ورغم ما شهده الفريقان من تغييرات في أجهزتهما الفنية، وتعزيز في داخل صفوف كل فريق، واستمر الصراع بين الفريقين إلى ما قبل النهاية بين تصدر ووصافة، إلا أن فريق النصر الذي كان أكثر استقرارًا وتميزًا استطاع أن يخطف اللقب في آخر المطاف، وفي آخر جولة، بفارق نقطة واحدة، وحسمها بالعدد الأكثر تميزًا من جميع النواحي؛ فقد وصل إلى النقطة السبعين كرقم غير مسبوق، إضافة إلى حصول مهاجمه المتميز حمدالله على هداف البطولة بأربعة وثلاثين هدفًا كرقم غير مسجل سابقًا، إضافة إلى أن الفريق البطل (فريق النصر) الفريق الوحيد الذي استطاع الفوز على جميع الفرق دون استثناء. لقد كان موسمًا غير عادي من جميع النواحي، خاصة من خلال المتابعة من جميع أنحاء المحيط العربي، إضافة إلى بعض دول العالم الذين يوجَد أبناء جلدتهم في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين. وقد يكون وجود عدد ثمانية لاعبين محترفين غير محليين كأول مرة ودفعة واحدة جعل الإثارة والندية والمتابعة أمرًا مميزًا وغير مسبوق. ومهما اختلفت الآراء، وتباينت وجهات النظر، إلا أن الجميع قد اتفق على قوة الدوري، وفخامة اسمه، وإثارة أحداثه حتى محطات توقفه. كانت نقاط إثارة واختلاف؛ وهذا ما جعله موسمًا طويلاً شيقًا، يصنف من أفضل الدوريات العالمية متابعة ومشاهدة، إضافة إلى الاسم الجديد والفخم الذي كان شرفًا لأي فريق الحصول عليه كأولوية غير مسبوقة، الذي حققه فريق النصر، الذي يتميز بالحصول والوصول للبطولات قبل غيره مسجلاً أولويات في حصوله على المنجزات والمشاركات، حتى أصبحت شمسه لا تغيب عن منصات التتويج.
نقاط للتأمل
- تحقيق فريق النصر بطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين كأولوية بالاسم الجديد ليس أمرًا مستغربًا؛ فقد كان الأول وصولاً للعالمية على القارة. واحتفال البيت النصراوي وجمهوره باللقب الجديد والأول، الذي سيكون ذكراه في الشهر الكريم من كل عام، مميز ورائع رغم كل الظروف والصعوبات، خاصة في هذا العام.
- إذا كانت معظم أندية الدوري السعودي للمحترفين قد استفادت من لاعبيها المحترفين فإن الفريق البطل قد خذله لاعبه النيجيري أحمد موسى، ولم يقدم ما كان مأمولاً منه، بل كان طوال الموسم خارج التغطية، وعالة على الفريق، خاصة إذا ما شارك؛ فهو يضيع الفرص، وقليل المجهود والعطاء، وكأنه قد حضر بدون نفس. وهذا ما كان واضحًا للبيان حتى ولو برر اللاعب بغير ذلك.
- توقُّف النشاط الرياضي بسبب جائحة كورونا عالميًّا كان فرصة للبعض في دول عدة لمراجعة الأوضاع، والتخطيط لما بعد كورونا، بل إن بعض الدول قد حسمت وقررت وضعها الرياضي، أما لدينا - مع الأسف - فكان الأبرز الرجوع للخلف، والحديث عن توثيق البطولات وعدد المشاركات؛ وهذا ينم على أن من يوجَد في المجال الرياضي ليس من أهله.
- اختلاف الإعلام الاتحادي حول حديث رئيسهم ليس بجديد، وتوجيه النقد لمن يجلس على كرسي رئاسة النادي أمر الكل معتاد عليه، ولكن السؤال: هل طرح أو ناقش المنتقدون الحلول أو المقترحات التي تُخرج النادي وجمهوره من النفق المظلم الذي طال وجود العميد داخله، ومحاولة انتشاله من مشاكل قد تكون أصعب في الأيام القادمة؟
خاتمة
اللهم في هذا الشهر الكريم أسألك أن تحفظ بلادنا، وتديم عليها نعمك، وتحفظ ولاة أمرها، وتحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وتتقبل من المسلمين كافة صيامهم وقيامهم، وتوفقنا جميعًا لما تحب وترضى).
- وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة). ولكم محبتي، وعلى الخير دائمًا نلتقي.