أكد عدد من المشايخ وعلماء الدين أن التراث بمجالاته مصدر مهم من مصادر الاعتزاز بالوطن والانتماء له، كونه يمثّل ذاكرة الوطن وتاريخها وإرثها الحضاري.
وطالبوا بتضافر الجهود لحماية التراث والمواقع الأثرية التي تمثّل كنوزاً ثقافية ثمينة، منوّهين بما شهده المجتمع من تطور في الوعي تجاه التراث وحمايته والاعتزاز به. فقد أكد معالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أهمية التعريف بموروثنا الحضاري وتاريخنا الإسلامي.
وأضاف في كلمة سابقة لمعاليه: «إذا كان الإسلام اليوم يختطف من جماعات إرهابية، تجعل العنف والدموية والإرهاب، وسفك الدماء المعصومة منهجاً لها وسبيلاً، وتأتي فئات أخرى لتضيع الهوية ولتعيش الانهزامية، ولتنسى إرثها وتاريخيها، فإننا نتعاون لتحقيق منهج الاعتدال والوسطية، من خلال مشاريع التراث والآثار».
وأكد الشيخ السديس أن حماية التراث الوطني هي مسؤولية وطنية مهمة يجب على مؤسسات الدولة المساهمة فيها لأهميتها في تعزيز اقتصاد المملكة وحفظ تراثها وتاريخها وإبرازه للأجيال.
مشيراً إلى أن أننا نمتلك إرثاً حضارياً يتحمّل الجميع مسؤولية حمايته وتعزيز دور المملكة الرائد المحافظة عليه.
وأضاف أن العناية بالتراث والآثار رسالة وطنية وتاريخية عظيمة، ويجب علينا جميعاً أن ننهض بها وأن نبرز للأجيال كيف قامت المملكة على موروثات تاريخية.
بدوره أكد معالي الشيخ عبد الله المنيع، عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي» أن المواقع والكنوز الأثرية هي في الواقع محط حضارات سابقة، وفي الوقت نفسه هي محل عبرة وعظة وزيارتها تعطي الكثير من التأثر، وكذلك التعلّق وتقوية الإيمان بالله».
ودعا ابن منيع زوار المواقع الأثرية إلى «تقدير هذه الثروة الأثرية التي هي لهم ولبلادهم ولأهليهم ولأخلافهم»، معتبراً من يقوم بأعمال التشويه والعبث بالآثار «مقصِّر في حق بلده، بل هو عابث بما يتعلّق بمصالح البلاد، وعلى إخواننا أن يعرفوا أن الآثار الآن في العالم أجمع تعتبر من أعظم الكنوز التي تفخر وتعتز بها، فالآثار في أي بلد تدل على حضارتها».
ودعا المواطنين إلى المحافظة على آثارهم الوطنية وأن يشعروا بأن هذا ملكهم وأنها لهم، وأن تطوير هذه الآثار وإبرازها بالمظهر اللائق راجع لهم فيما يتعلّق بعزتهم وعزة بلادهم وافتخارهم بها، مطالباً الجهة المختصة «بمتابعة الحفاظ على هذه الآثار، ومعاقبة من لا يرعى ولا يقدّر مصلحة بلاده في اعتبار هذه الثروة الأثرية عزاً له ولبلاده».
من جانبه، أكد معالي الشيخ عبد الله المطلق، عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي أن «قراءة التاريخ والآثار تبعث العبرة، وتحفظ التاريخ، وتخبر الأمة بماضيها العتيق، لتنشره وتصححه وتفاخر به»، مضيفاً « قرأت التاريخ من وحي الآثار والاستدلال بالنقوش والخطوط، وما في هذه المواقع يصحح مسيرة التاريخ عن الأمم البائدة مثل دولة الأنباط، ودولة اللحيانيين وغيرهما، حيث إننا لا نرى ذكراً شافياً لها في مصادر التاريخ القديمة، وعسى أن نجد من أبنائنا ممن ينقبون عن المعلومات التاريخية في المصادر التاريخية ما يُغني ويُصحح».
واعتبر الشيخ عبد العزيز بن عبدالرحمن السبيهين الأمين العام لجائزة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال ذوي الإعاقة أن الآثار والتراث رافد مهم من الروافد التي تعزّز الانتماء الوطني وشعور الفرد والمجتمع بالتواصل بين ماضيه وحاضره.
وقال في مشاركة سابقة له في إحدى الندوات الصحفية: «الآثار من وجهة نظر إسلامية هي وسيلة لأخذ العظة والعبرة، كما أنها مصدر إلهام من مصادر المعرفة التاريخية والاجتماعية، بالإضافة إلى أنها رافد من الروافد التي تعزِّز الانتماء الوطني وشعور الفرد والمجتمع بالتواصل بين ماضيه وحاضره وأنها عنصر مشجع في توطين السياحة الداخلية وهذه جميعها ركائز أربع يجب ألا تغيب عن أذهان أي مخطط للآثار والمحافظة عليها.
وأكد على أهمية تنمية الوعي لدى المجتمع بأهمية الآثار والعناية بها والمحافظة عليها في حدود ما أمر به الشرع المطهر وفي الحدود التي رسمها لنا القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وأضاف: «التوعية مهمة من خلال عدة وسائل تنمي الوعي والإحساس بأهمية الآثار ضمن المواد المعتبرة الشرعية باعتبارها ثروة وطنية ورافداً من الروافد التي تعزِّز الانتماء الوطني، كما أن الوسائل الإعلامية مطالبة بأن تبرز هذا الدور، إضافة إلى الرحلات الطلابية أيضاً كلها عوامل تساعد في تنمية الوعي الأثري لدى المواطنين».