خمسٌ رحلن رابعتهنّ وادعتها في كوشةٍ خجلا ومحاسن الجمالِ كأنه البدرُ متوسطٌ سماءً والغيمُ عنه مصطفٌ لا يحجبه والنجمُ أحاطهُ ونسائم العطرِ من حديقةِ نجدية فواحةٌ من جوري وريحانِ..
في كُل عرسٍ منهُنّ تشابه الخجلُ لا يزيدُ في واقعتهنَّ خجلٌ..
تتوارى بدمعتها وقد وادعت أمي ومن قبلهِ أبي في حضنٍ دام يستذكرُ طفولتهنَّ واليوم يزفهنَّ للأزواجِ نساءُ..
وادعتهنّ وفي قلبي وقعٌ لا يزيدُ عن حبٍ ولا ينقصُ من ذكرى في الوصفِ هُنَّ أماً لنا وفي الأصلِ حنانٌ لا ينطفي، تفاخرُ إحداهنّ بنا وبحضورِ تكملُ كُلاً منها فخرها، ويعلمنَّ أننا بهنَّ نتفاخرُ..
رحلنّ من منزلٍ جمعنا على سفرةٍ ومجلسٍ وقهوةً كانتْ على موعدٍ لا تتأخرُ..
وفنجالِ قهوةٍ يشربُ باردٍ بعد أن يمرّ على كل يدٍ..
أربعةٌ وادعتهنّ والخامسةُ وصفٌ من الأمومةِ لازم كل واحدةٍ منهنَّ حباً لنا..
فإن قلتُ أماني فهي للأماني مساندةٌ حتى تتحققُ وإن ناديتُ مرامٌ فليس للمرامِ إلا صدقُ الوعدِ وإن جاورةُ الأمجادِ فهي أمجادٌ لنا وليس للمنالِ من صعبٍ فهي منالُ تسخر لكل شيء يصعبُ..
رعاكُنّ الله حيثُ كُنتنّا وليس لفرقاكنَّ غير فقدٍ وشوقٌ وتأملٌ للقاء..
** **
- سليمان بن عبدالله الظفيري