صَباحٌ كَوَجْهِكِ يَسْتَبْشِرُ المُصْبِحونَ بِهِ
وَلَيْلٌ كَشَعْرِكِ يَسْتَعْذِبُ العاشِقونَ سُراهْ
وما بَيْنَ هذا وذاكَ
حِكاياتُ عِطْرِكِ لَيْلَ نَهارَ
يَفوحُ بِكُلِّ النَّواحي شَذاهْ
وَقِصَّةُ عِشْقِكِ لا تَنْتَهي
وَلَيْسَتْ تُمَلُّ
يُرَدِّدُها الشَّيْخُ وَالكَهْلُ كَيْما تُعيدُ إِلَيْهِ صِباهْ
كَفاكِهةٍ
بِكُلِّ المَواسِمِ نَكْهَتُها مُشْتَهاهْ
********
أَما تَذْكُرينْ؟
إذِ اللَّيْلُ ثَالِثنُا
وَرابِعُنا هاجِسٌ حاضِرٌ غائبٌ
يُقاسِمُنا بَهْجَةَ العُمْرِ حيناً
وَحيناً
يَغيبُ غِياباً مُريباً
يُثيرُ مَخاوِفُنا
فَنَغْتابُهُ باجْتِرارِ الظُّنونْ
كذا يَفْعَلُ الحاضِرونَ النَّدامى?
إذا غابَ وَاحِدُهُمْ
تَراءَتْ لَهُمْ وَحْشَةٌ مِنْهُ لا تَنْثَني
ولا تَرْعَوي دُونَ أنْ تَقْتَفي أَثَرَ الغائبينْ
********
تُرَى?.. ما الَّذي قُلْتُ ، أَوْ لَمْ أَقُلْهُ لَكِ؟
وماذا تُرَى? سَأَقولُ؟
أَيَسْأَلُني الْقَلْبُ عَنْكِ
وَأَنْتِ الَّتي تَسْكُنينَهْ؟
أَيُرْعِدُني الشَّوْقُ مِنْكِ
وَأَنْتِ الَّتي تُمْطِرينَهْ؟
إِذَنْ سَوْفَ أَجْتَرُّ صَمْتي،
وَحِيدًا بِلا لُغَةٍ
تناسَيْتُها في زَمانِ الغَرامْ
إِذِ اسْتَمْرأَ النَّاسُ إِدْمانَها في زَمانِ الكَلامْ
** **
- حمد حميد الرشيدي