إليها، ولعلها تعود
كانت تزورني كلما أنجمت السماء
نتسامر، نغني، نرقص، ونخلع علي النجمات
سماء شاسعة لنا وبنا
وننسى بين ضحكاتنا رياح الليل الطويل
كانت تحمل لي كعكا وكتبا مبتلة بدموع حكايات نساء
تنساب ملامحهن فينا، فنبكي معا
ولكن عندما يبرق الصبح نحلم بمدينة من هديل
قبل عامين وأكثر، بل وأكثر أخبرتني أنها تكتب
حكاية اختطاف أبيها وذاك العويل
وأسرت لي أنها سوف تشق الصمت
وتيمم صباحاتها نحو الصهيل
في زيارتها الأخيرة، كانت خطواتها وئيدة،
وخصلات شعرها البورغندي الذي يشبه شعري
وسِنت على كتفها الذليل
لمحت بين أزهار دانتيل فستانها القصير سوسنة مثقلة بجنين
وغابت، غابت، غابت
كل يوم أمر الطريق الذي يمتد جسرا من حنين
بين بيتي وبيتها حيث شحبت شجيرات الياسمين
أحدق في نوافذ بيوت الحي
، لعلي أري وجهها الباسم يطل عليْ
ولكن كل النوافذ بلا أقمار
بلا رذاذ وشاحها الوردي الحزين.
** **
- تركية العمري