سهوب بغدادي
فيما نتابع عن كثب أبرز المستجدات المتعلقة بالفيروس المستجد، ونحاول بقدر الإمكان تطبيق الإجراءات الصحية الوقائية للحد منه، سواء كان ذلك بالتباعد الاجتماعي أو من خلال التعقيم المستمر للأسطح التي تتعرَّض للاستخدام واللمس المتكرِّر، حيث أكبر جهود وزارة الصحة السعودية وجميع الوزارات والكيانات التي تعمل ليلاً ونهاراً للتوعية والحد من انتشار الفيروس - بإذن الله. إلا أنني خلال متابعتي للأخبار عبر التلفاز في هذا الشهر الفضيل، لفتتني نقطة في غاية الأهمية لمراسلي القنوات التلفزيونية، حيث تعتمد النشرات الإخبارية على التغطية الحيَّة للمراسل من قلب الحدث، مما يعرِّض المراسل ومَن معه من فريق التصوير وما إلى ذلك لخطر الفيروس -لا قدَّر الله- فضلاً عن تعريض العامة للعدوى كذلك. إن النقطة الغائبة عن المنصات الإخبارية خلال الأزمة الصحية العالمية تكمن في تفعيل سبل الوقاية من العدوى عبر تغيير الأساليب التقليدية المتبعة على سبيل المثال، شاهدت تغطية مراسل لقرار منع التجول الكلي في أحد أحياء العاصمة المقدسة عندما قام بمقابلة شخص مسن برفقة ابنه الشاب ووجه لهما العديد من الأسئلة من خلال «المايك» «الميكروفون» الذي أخذ يروح ويجيء من المراسل إلى المسن والعكس صحيح. كانت الحديث مشوِّقاً ولكنني لم أعجب بغياب نقطة الإجراءات الوقائية من الفيروس عن المشهد، وخصوصاً أن البرنامج ينقل مستجدات هذا الفيروس. قد تكون ملاحظة بسيطة، إلا أنها حتماً ستساهم في رفع الوعي لدى المشاهدين. فعندما يلمس المشاهد الفرق والتغييرات والتعديلات الحاصلة خلال الأزمة سينعكس هذا الأمر عليه وعلى أسرته إيجابياً، فالمحتوى الإعلامي ليس مجرد نقل لمعلومة من خلال سردها على المتلقي، بل كل شيء داخل إطار الكاميرا يشكِّل رسائل بصرية وسمعية ونفسية وما إلى ذلك. إن دور الإعلام لا غنى عنه خاصة في إدارة الكوارث والأزمات.