خالد الربيعان
الإخوة الألمان كعادتهم يحاولون ابتكار الحلول واتخاذ أساليب منفردة -ومتفرِّدة- في التفكير والتصرف، هذه المرة أخذ تصرفهم منعطَفاً آخر في اتجاه معاكس! كلفوا أنفسهم أموالاً طائلة وسط أزمة اقتصادية عالمية في توفير فحوصات كورونا الفورية، وأجروا حوالي 1725 اختباراً على لاعبي 36 نادياً، تمهيداً لإعادة الدوري كما كان وإيقاف نزيف خسائر الأندية، ورفع معنويات الشعب الألماني.
أظهرت الاختبارات وجود 10 حالات إصابة بالفيروس لتزداد الأمور تعقيداً، لا تنس أن كل حالة إيجابية يجب أن تُعزَل أسبوعين، بالإضافة للأشخاص المقرّبين من كل حالة يجب عزلهم أيضاً لنفس المدة، في هذه الظروف يصر وزير الداخلية الألماني على عودة البوندزليجا، مع تصريح -ذكي وجميل- أن كل لاعب يُصاب فيما بعد سيتحتم عزل النادي بأكمله.. والنادي المنافس أيضاً.
بايرن مثلاً تظهر فيه حالة فيُعزل بالكامل، وسط جدول زمني للمباريات خاصة بالبايرن، هذه المباريات ستؤجَّل، فتقف مسيرة النادي لبعض الوقت ومعه الطرف الثاني في كل مباراة تُؤجل! هل تتخيل سير الأمور على هذا النحو، ومدى العبثية واللا جدوى فيه؟! لا أجيد شرح المشروح وإن أجدته فهو شيء متعب للقلب يا عزيزي!
***
- الإخوة الإنجليز أصابتهم عدوى الذكاء الألماني لكن بإضافة أشد ذكاءً مع اقتراح رئيس رابطة المحترفين بزيادة التغييرات من 3 لـ5 لاعبين في المباراة، التي اقترح أيضاً أن تكون مدتها أقل من 90 دقيقة، أعضاء آخرون في الرابطة أعلنوا دهشتهم من كلام الرجل، أما الطرف المعني بتغيير قوانين اللعبة - مجلس IFAB - فهو معنا على مقاعد المتفرجين لا يزال!
ما يضحكك أن الموسم نفسه محسوم لليفربول وبفارق 25 نقطة عن صاحب المركز الثاني «مانشستر سيتي»، ما الجدوى إذن من كل هذا التعب والعبث والمغامرة بحياة اللاعبين وذويهم وسط هذه الظروف الاستثنائية في تاريخ العالم، مد الموسم -المحسوم أصلاً- لينتهي مطلع 2021، تحويل الدوري الأقوى عالمياً لمباريات مُعلَّبة بدون جمهور واحتمالية أن يكون الشوط مدته 20 أو 30 دقيقة، قصة حمقاء بعنوان دورة البريمرليج الرمضانية!
***
- في فرنسا القصة بعنوان «هات فلوس»! رابطة الأندية ستطلب قرضاً من الحكومة «250 مليون دولار» تقريباً لتعويض الخسائر خاصةً في بند البث التلفزيوني، أثناء الكتابة قابلت شخصاً شديد بياض الثياب شديد بياض الشعر لا يبدو عليه أثر السفر! مجنوناً تماماً وقد أكد لي أن الفيروس شديد الذكاء وأنه عاقل أكثر منا! وأنه يعمل وفق خطة لاحظ -المجنون- أنها تصب في النهاية لصالح أكبر مطبعة نقود في العالم، تملكها مخلوقات نصف آدمية - نصف شيطانية، هذه المطبعة هي الشيء الوحيد تقريباً الذي «يعمل وينتج» منذ بداية كورونا، وأنها تطبع الأوراق بجنون -بعد خمول سببه مخلوقات ضيقة الأعين- لتغطي قروض اضطرت لها أكثر من 110 دول من إجمالي193 دولة بكوكبنا الأزرق الجميل، ورقم أن المقترضين في ازدياد، معه حجم القروض وكمية التنازلات، وعدد ساعات عمل المطبعة! شخص مجنون بالفعل أفسد قصة فرنسا -الحمقاء- فاعذرني يا عزيزي!
دورينا
أتمنى من كل قلبي عدم رجوع أي شيء كما كان: طالما الفيروس العاقل في الأجواء ينتقي ضحاياه بحرفية شديدة، اقتراحات وأفكار من مئات الأشخاص لحل معضلة «رجوع الدوري»، لا أعرف لماذا هذا الدوري تحديداً مهم لهذه الدرجة الخطيرة، هذه الطاقة البشرية والعصف الذهني واستبيانات تويتر لو تم توجيهها لهدف هزيمة الفيروس ورجوع الناس إلى الحياة الطبيعية لكان خيراً للجميع!
الزمن يمر والأيام معها ثقيلة الوطأة، والغضب واليأس يتسرَّب للنفوس خاصةً مع ضغط إعلامي عالمي علينا من الشاشات - كثيف /غريب / مريب - هدفه أولاً وأخيراً نشر «الرعب» ولا أعرف لمصلحة من، «المجنون» ترك لي ورقة مكتوب فيها «جيل جديد من الحروب».. شخص عجيب!