علي الصحن
هل اجتمع اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين والمعنيون من الأندية لأخذ قرار بشأن الموسم الرياضي الحالي، وهل سيكمل الدوري أم يلغى أم تعتمد نتائجه حتى تاريخ التوقف؟
سبق أن تساءلت هنا: هل في لوائح الاتحاد ومسابقاته أي نصوص تضع حلولاً لمثل هذا الظرف وتلغي الاجتهادات؟
عندما يتخذ الاتحاد أي قرار لن يجد القبول التام من الجميع، لا بد أن هناك من سيرفضه، ولا بد أن لمن يرفض مبرراته؟
مثلاً: هناك من يطالب بتتويج المتصدر وهذا أقرب المقترحات للمنطق (وبعيداً عن اسم الفريق) هل هذا قرار سيعجب الجميع، وماذا عن الهبوط والتأهل لبطولة آسيا؟ ما ذنب فريق بقيت له نقطة أو نقطتان على تحقيق هدفه وأمامه مباريات أسهل من منافسيه نظرياً؟ وماذا عن الدرجة الأولى والثانية والثالثة؟ القرار لا يتعلق بتتويج بطل، بل له تبعات أخرى بكل تأكيد!
الظرف صعب، واتحاد الكرة يجب أن يدرس القرار من كافة جوانبه، والأهم أن لا يستمع لبعض المقترحات التي تعيدنا سنوات للوراء، والحمد لله أن أصحابها ليسوا أصحاب قرار.
شخصياً: أنحاز إلى إكمال الدوري ولو بشكل مضغوط في حال أمكن ذلك، وسمحت الظروف، أو إلغائه واعتباره كأن لم يكن، وبدء منافسة جديدة في الموسم المقبل إن شاء الله.
* * *
تغريدة واحدة فقط من الأستاذ عبدالإله السناني كشفت أن هناك من يعيش أزمة ثقة، وعدم قدرة على التعامل مع الآخر، وصعوبة التعايش مع الواقع والتفرقة بين الجد والمزاح، تغريدة واحدة كشفت كيف يمارس البعض الإقصائية بأبغض صورها، وكيف يحرّم على غيره ما حلّله لنفسه، ويرمي الآخرين بما يعاني منه، دون أن يحاول أن يساعد نفسه، وأن يتخلّص من عقدة الكراهية والرأي الواحد، لكي يرى العالم جميلاً وبلا تعقيد.
لم يأت السناني بما لم يأت به الأوائل، لم يصدر التعصب بأبشع صوره، ولم يقدم أحقاده للناس، ولم يكشف عن نفس تنازعها الأهواء وتصدها حتى عن قول كلمة الحق، ولم يتصدر المجالس والبرامج والأعمدة لكي يعلن صراحة أمانيه بأن يخسر فريق سعودي في منافسة خارجية، لم يتأبط الفنان القدير رأياً واحداً يسير به بين الناس، فلا يلهج بغيره ولا يردد سواه، لم يقل مرة (إذا خسر هذا الفريق أمام فريق أجنبي فلا تقل لي هاردلك، بل قل لي مبروك) ولم يصنع قوالب الحلوى بشعارات أندية أجنبية تحضيراً للاحتفال بخسارة فريق يمثّل وطنه، لم يتهم السناني فريقاً فاز بطولة كبرى بأنها جاءت بخشم (،,,,,) ولم يجلس في برنامج واحد ليقاتل من أجل السخرية من منجز احتفى به الجميع وصفق له كل الناس إلا بعض من خرج ليهاجم السناني ويسقط عليه، بل ويقول عنه ما ليس فيه.
هؤلاء الذين صاروا مثاليين فجأة، يتحدثون عن التعصب وعن حديث الفنان في أمر لا علاقة له به، ساخرين منه ومن مسيرته، هم أنفسهم من يتحدث عن كل شيء ويفتي في كل شيء، وهم أنفسهم من يحتفظ لهم الأرشيف بالكثير والكثير من الكلمات والمقالات والتغريدات التي يندى لها الجبين، لكن المثالية لم تخرج إلا عندما تغنى الرجل بفريقه المفضَّل... وهكذا هي المثاليات عند البعض تخرج في وقت وتغيب في أوقات، لكن الناس تعرفهم و(كاشفتهم) ويكفي ما في حديثهم عن السناني ليكشف المثالية المزعومة.